ولنا رأي

"كمال عبد القادر" ودكتور "جعفر ابنعوف "!

استمعت إلى مقطع فيديو عبر وسائط التواصل لحفل أقيم لتكريم الدكتور “جعفر ابنعوف” اختصاصي الأطفال تحدَّث في الاحتفال الدكتور “كمال عبد القادر” لم استمع إلى البداية، وما هو الموقع الذي كان يشغله الدكتور “كمال” وبأي صفة كان يتحدَّث؟ هل بصفته وكيلاً لوزارة الصحة، أم أي منصب طبي آخر؟ ولكن كما هو معروف في الدكتور “كمال” صاحب المفردة الجميلة والأنيقة والعبارات الجزلة والمترادفات والجناس والطباق الذي يستخدمه دائماً، إما في كلماته في الصحف أو في الاحتفالات، مثل ذلك الاحتفال، فقد أسعد الحضور بما فيهم المحتفى به ووزير الصحة الولائي دكتور “مأمون حميدة”، استطاع دكتور “كمال” أن يعبِّر عن المحتفى به بصورة رائعة رغم أنه قال: إن دكتور “جعفر ابنعوف” من المفترض أن يكون ضمن طلبة الطب الذين يشرف عليهم، فقال أحد الطلبة، قال له: قاعد وين قوم خلاص وزعوك مع دكتور “جعفر ابنعوف” ويقال إنه كان من الدكاترة الصعبين، ولكن “كمال” قال بعد أن تخرَّجت وعرفته على حقيقته حزنت على الفترة التي لم أكن ضمن طلبته. فالدكتور “جعفر ابنعوف” دكتور إنساني وهب نفسه لمهنة الطب خاصة الأطفال، الذي حباه الله في الآخر أن يقيم مجمعاً طبياً خاصاً بالأطفال، وقد دار جدل كبير حول هذا المستشفى الذي رأت الجهة التي قامت بتمويله أن يكون باسمه، لا أخفي سراً عن الدكتور “جعفر ابنعوف” ورغم أنني لم أكن طبيباً، ولكن قدَّم لي مساعدة كبيرة جداً في عملي الصحفي، فعندما التحقت بالعمل الصحفي بجريدة (الأيام) في العام 1984م، وكنت وقتها متعاوناً قبل أن التحق بها رسمياً، لا أدري ما هو السر الذي جعلني أذهب إليه، ربما بعض الأخبار المتعلقة بالطب هي التي فتحت لي مجال التعرُّف عليه آنذاك، كنت أتردَّد عليه للحصول على بعض المعلومات الطبية، خاصة في فترة الشتاء التي يصاب الإنسان فيها بتلك الأمراض، الأنفلونزا وغيرها، ففتح لي دكتور “ابنعوف” فرصة كبيرة جداً، أولاً للتعرف على عدد كبير من الأطباء، فكان يحوِّلني إليهم لإجراء بعض المقابلات الصغيرة المتعلِّقة بالأمراض، أمراض الصيف أو الشتاء، ويبدو أن دكتور “جعفر” وجد فيني ضالته للاهتمام بأخبار المجال الطبي ومن بينها أمراض الأطفال التي كانت تشغله كثيراً. ظللت مع دكتور “جعفر” أتردد على مكتبه الصغير الملحق بمستشفى الخرطوم جوار الحوادث، الآن، والمشرحة، لم أمر عليه إلا وقد فتح لي باباً لحوار أو لخبر، ولذلك عندما أدخل المستشفى أو أذهب إلى طبيب كان حُرَّاس البوابات يظنون أنني طبيباً، وأذكر في أحد الأيام وكنت قد كُلِّفت بإجراء حوار مع الدكتورة “محجوبة محمد صالح” بمستشفى الأطفال، وكانت هناك زحمة شديدة عند الباب، خاصة أسر المرضى وكانت المسؤولة من الدخول متشدِّدة جداً فعندما حاولت الدخول أولاً اعترضتني وما أن نظرت إليها تأسفت قائلة آسفه يا دكتور فدخلت وأكملت عملي مع الدكتورة “محجوبة”. إن الدكتور “جعفر ابنعوف” مدرسة في مجاله، يمتاز بالبساطة والزهد ومساعدة الآخرين، وما قاله عنه الدكتور “كمال عبد القادر” في ذاك الاحتفال قليل من كثير، لمن لم يعرفوه على حقيقته، وربما ظلمه الدكتور “مأمون حميدة” وزير الصحة بولاية الخرطوم، ولم أعرف سبب الاعتراض الأول على تسمية مستشفى الأطفال باسمه، هل لا يستحق أن يرتبط اسمه بهذه المستشفى الذي جمع لها التمويل اللازم، عموماً أحسن الدكتور “كمال عبد القادر” في هذا الاحتفال وما مجَّد به الدكتور “جعفر ابنعوف” وهو يستحق الكثير من ذلك. 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية