رأي

ربع مقال

الجنوب..أين أنت”فرانسيس دينق”؟
خالد حسن لقمان

.. من أبرز الشخصيات التي حاورتها عبر تلفزيون السودان  كان هو الكاتب والسياسي والمفكِّر السوداني الجنوبي الدكتور “فرانسيس دينق”، فهذا الرجل يمتلك قدرات ذهنية متفوِّقة بحق، كما ويمتلك ذهنية صافية تماماً لما يحمله من رؤى وأفكار.. قلت له يومها: (أنت مُتَّهم يا دكتور بتجذير حالة العداء بين الشماليين والجنوبيين ومن بين ذلك ما كتبته في – طائر الشؤم – ماذا تقول)؟.. ابتسم بهدوء وبلغة عربية ليست فصيحة، ولكنها ذكية للغاية، قال لي في جزء من رده :(الفكرة هي أن الجنوبيين – وربما غيرهم من شعوب المنطقة – يصوِّرون الأشرار في صورة الحيوانات المفترسة، وقد أوضحت ذلك وأخذت منه فقط نذير الشر، مصوِّراً في طائر الشؤم، وعبر ذلك تتشكَّل العبارة التي تقول إن السودان كله في خطر داهم)، وللحق فقد كانت إجابات الرجل كلها جيِّدة وهادئة وذكية رغم الحصار والضغط الشديدين اللذين مارستهما عليه على مدار حلقتين كاملتين – توجد هذه الحلقات على اليوتيوب لمن يريد مشاهدتها – وللحق، أيضاً، فرجل مثل “فرانسيس دينق” لا يحتاج مني لمدح أو إشادة، وقد استفادت منه المنابر الدولية وهو الذي وصل لأرفع منصب لسوداني بالأمم المتحدة حين تم اختياره مساعداً للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وهي الوظيفة التي كان عليها ساعة حوارنا ذاك معه..رجل بهذا الفهم وهذه المكانة أين هو الآن من الحالة التائهة والحزينة والخطيرة التي يعيشها وطنه المستقل حديثاً؟.. أين أنت “فرانسيس”؟!.. أين أنت يا ابن “دينق مجوك” الذي رسم يوماً أروع لوحة سلام في أفريقيا مع الفذ “بابو نمر”؟  أجبنا “فرانسيس” من أي مكان أو زمان أنت فيه؟.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية