ولنا رأي

لصوص المساجد !!

على الرغم من القبضة الأمنية والشرطية الكبيرة، ولكن توجد هناك العديد من العصابات المنظَّمة للسرقات، ومن تلك العصابات عصابة تخصصت في سرقة المصلين بعدد من المساجد الراقية أمثال” سيدة سنهوري والنور بكافوري والنيلين والشهيد، خاصة في العقودات ومناسبات الزواج التي يحضرها الوزراء وكبار المسؤولين وأعيان المجتمع، وتخصص أولئك اللصوص في سرقة الموبايلات والأحذية الفاخرة ومحافظ النقود. حدثني أحد المواطنين أنه ذهب إلى مسجد النيلين (الجمعة) قبل الماضية، للمشاركة في عقد كريمة أحد المسؤولين، وما أن همَّ بالسلام على المسؤول وتقديم التهنئة له، إذا به  وفي لمح البصر يفقد محفظة بها مبلغ كبير من المال، بالإضافة إلى عدد من الأوراق الثبوتية فاتصل بأحد أفراد الشرطة الذين جاءوا مع بعض المسؤولين فاكتشف أن عدداً كبيراً من المسؤولين فقدوا موبايلاتهم غالية الثمن ونقود بنفس الطريقة التي سرقت منه.. وعلم أن المسجد عرضة للسرقات المستمرة خاصة في مناسبات الزواج التي تتم بالمسجد. وقال له أحد أفراد الشرطة لدى تقديم بلاغه بأن هناك عصابات تتخذ من تلك المساجد مقراً لتنفيذ سرقاتها على الرغم من أن هناك بعض المساجد بها كاميرات مراقبة وكلها لم تفلح في ضبط اللصوص. إن الجريمة تتطور مع تطور الأجهزة ولكن السؤال الذي يطرحه المصلين حول السرقات التي تتم في تلك المساجد وباستمرار ألم يلفت نظر الجهات الأمنية كثرة تلك السرقات وفي تلك المناسبات بالأخص؟..ألم تكن للأجهزة الشرطية أعين في تلك المساجد بعد أن بدأت تتكرر مثل هذه السرقات؟ ألم تكن لديهم أسماء بمرتادي الإجرام الذين تم ضبطهم من قبل وهم من معتادي سرقة المساجد؟. في رمضان قبل الماضي شاهدت مدير عام الشرطة وهو يخرج من مسجد القصر وهو ينتعل سفنجة، وقبل أن يخرج من المسجد إذا بأحد الأشخاص، إما السائق أو غيره كان يحمل في يده مركوب نمر  فوضعه أمامه قبل أن يركب السيارة، وهذا يعني أن مدير عام الشرطة إما أن يكون قد تعرَّض للسرقة من قبل ولذلك كان  حريصاً عندما يريد أن يؤدي الصلاة في المساجد الراقية أن يلبس سفنجة ومن ثم يستبدلها بالحذاء الذي يليق به وهو في طريقه إلى العمل أو إلى المناسبة التي يريد الذهاب إليها، فهذا ما شهدته بأم عيني، ولكن كثير من حالات السرقة قد وقعت لعدد من المسؤولين، مثلاً الدكتور “نافع علي نافع”، ويقال إن الفريق ركن “عبد الرحيم محمد حسين”، ووقتها كان وزيراً للداخلية، تقريباً، قد سُرق حذاءه بأحد مساجد الثورة عندما ذهب للمشاركة في عقد نجل الأستاذ “عبد الرحيم حمدي”، ووقتها “حمدي” كان وزيراً للمالية، ومن قبل الأستاذ “عبد الباسط سبدرات” وكثير من التنفيذيين تعرَّضوا للسرقة بالمساجد العريقة والراقية التي يرتادها اللصوص، إما في صلاة (الجمعة) أو في المناسبات..ولذلك نسمع بعض العاملين بتلك المساجد يحذِّرون المصلين من أولئك اللصوص ويطالبونهم بالمحافظة على أحذيتهم وموبايلاتهم وهم داخل المسجد. إن سرقة المساجد أصبحت حرفة لأولئك، ولكن طالما الإمام أو المؤذن أو أي عامل داخل المسجد يعرف اللصوص الذين يرتادون المسجد كان عليه أن ينبِّه السلطات الشرطية للقبض عليهم أو وضع كاميرات مراقبه لكشفهم وإلا ستكون الظاهرة مستمرة، بل ربما تنتقل إلى المساجد الأخرى ما لم يتم القضاء عليها وعليهم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية