ولنا رأي

أنقذوا شارع الدومة !!

تشكو الهيئة القومية للمياه من نقص حاد في المياه، ورغم تلك الشكوى إلا أن المياه في كثير من المناطق مكسَّرة ولا أحد من المسؤولين عالج تلك الكسورات. اتصل عليَّ عدد من سكان ود نوباوي يشكون مر الشكوى من انكسار ماسورة مياه بالمنطقة أكثر من أسبوعين، فأغرقت المنطقة، وكادت البيوت أن تسقط على أهلها، خاصة وأن منطقة ود نوباوي تجاوزت مبانيها المائة عام، ما يعرِّض السكان إلى خطر الانهيار في أي لحظة، لا أدري لماذا الاستجابة بطيئة في تقديم الخدمات للمواطنين، فهل لا يوجد مسؤول مرَّ بالشارع منذ أسبوعين؟ ألم ير أي مسؤول تدفق المياه بهذه الكثافة، أم أن هناك عمل سياسي؟، كما كان يفعل الرئيس الأسبق “نميري”، حينما قال إن أهل ود نوباوي آخر من ينتفع من ثورة مايو، ولكن ود نوباوي الآن ليست في عهد الرئيس “نميري” فهي منطقة مثلها ومثل بقية مناطق الولاية التي تحتاج إلى تقديم الخدمة ..فلا يعقل أن تستمر المياه متدفقة والولاية في حاجة إلى قطرة ماء، ولم يكن شارع الدومة هو المتضرر من انكسار مواسير المياه، فهناك ماسورة متدفقة بشارع ود “البصير” الشارع المرادف لشارع الدومة، فالسيارات تعجز من السير فيه، وربما تحدث حوادث سير بين السيارات المارة، خاصة فترة المساء التي تنعدم فيها رؤية الحفر التي خلَّفتها المياه المتدفقة لشهور وليس ليوم أو أسبوع، فالشارع محتاج إلى صيانة كاملة لإزالة الطبقة الأسفلتية القديمة مع تجديد شبكة المياه التي خسَّرت الدولة ملايين الجنيهات بتدفق المياه عليه، وإذا حسبنا تكلفة كيلو الأسفلت الواحد فكم كيلو خسرته الدولة في هذا الشارع؟.
 إن مشكلة الخدمات في الولاية ضعيفة، فإذا شكا الناس من انعدام المياه لا أحد يستجيب لهم بسرعة أو يقوم بمعالجة المشكلة فورياً..وإذا انقطع التيار الكهربائي من حي من الأحياء نجد، أيضاً، الاستجابة ضعيفة، فلا ندري أين تكمن المشكلة؟ هل في الدولة نفسها أم في العاملين الذين يعتقدون أن مرتباتهم ضعيفة، ومع هذا الضعف تكون استجابتهم لحل مشاكل المواطنين ضعيفة؟، ولكن لابد من حزم من قِبل الدولة في حال تسكُّع العاملين وعدم استجابتهم والقيام بواجبهم نظير ما يتقاضونه من مرتب كل شهر قلَّ أو كثر.. فإن لم يقتنع العامل بالمرتب الذي يتقاضاه عليه أن يتقدَّم باستقالته مفسحاً المجال لآخر يمكن أن يكون المرتب الذي يمنح له مجزٍ، وربنا يبارك له فيه ..فالعاملون في كل الخدمات مياه كهرباء نفايات وغيرها من الخدمات التي تُقدَّم للمواطنين معظم العمال غير راضين ولا يعملون بنسبة (40%)، وكأنما هم مجبرون على العمل ..أما المسؤولين فلا همَّ لهم غير الجلوس على المكاتب وينتظرون التقارير الشفهية، عدا قلة منهم تجدهم في الطرقات يتابعون العمل لحظة بلحظة، ولكن لو كان كل المسؤولين يتابعون عملهم ميدانياً، لا أظن أن مشكلة المياه التي أغرقت ود نوباوي وما جاورها استغرقت ساعة وليست أسابيع، فمتى يرتفع المسؤولين إلى مستوى المسؤولية ويقومون بمتابعة أعمالهم ميدانياً؟ فلا أظن أن المشاكل سوف تستفحل وكسورات المياه في مناطق متعددة .. فشارع السيد علي بمنطقة بحري لا يمر يوم أو أسبوع إلا وهنالك ماسورة كبيرة قد انكسرت وملأت الشارع، والشارع جرت صيانته قبل أشهر قليلة، فلم يسلم من كسورات المياه التي ستؤثر على الطبقة الأسفلتية الجديدة وسيعود إلى ما كان عليه، لذا يجب على الجهات المسؤولة أن تكون لها أعين ترفع لها التقارير ساعة بساعة، وليس بعد يوم أو أسبوع، ولو رفعت التقارير بالساعة ما أظن أن شارع الدومة وصلت المياه فيه إلى غرف السكان، فهل يجد السكان اليوم استجابة من الجهات المعنية بهيئة المياه ومعالجة الخلل قبل انهيار المنازل؟.  

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية