اعتذار الشعبي للبروف "إبراهيم"!!
ولنا موقف نبيل من الأمين العام للمؤتمر الشعبي الدكتور “علي الحاج” وهو يعتذر للبروف “إبراهيم أحمد عمر” رئيس البرلمان لما أصابه من رشاش رئيس كتلة نواب المؤتمر الشعبي الأستاذ “كمال عمر”. وقال في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس، أنا اعتذر لأي أحد مسَّه ضرر، وطالب منسوبي المؤتمر الشعبي بشطب الألفاظ النابية من قاموسهم السياسي وتهذيبها، وأن يكون الحديث بالحجة والمنطق. وقال إن رئيس البرلمان لا يمكن أن يكون منحازاً ويجب ألا نتصرف مع المجلس وكأنه مجلس الأمن. إن اعتذار الدكتور “علي الحاج” للبروف “إبراهيم” جاء متأخراً جداً، ولكن رغماً عن ذلك فيه حكمة العقلاء والناس الكبار.. أما الأستاذ “كمال عمر” رئيس كتلة نواب الشعبي فقد أجرم في حق البروف “إبراهيم” فهو من القيادات السياسية التي تعمل بالحكمة ولم يتضرر منه أحد طوال فترة رئاسته للبرلمان أو شغله لأي منصب سياسي، بل هو متهم بتقديم القيادات السياسية إلى المواقع المختلفة رغم قلة تجاربها، ولم نسمع في يوم من الأيام أن خلافاً قد نشب بينه وبين شخص علا أو دنت مكانته ..فهو أبو الجميع وقائدهم ودليلهم، وأن الاتهام الذي ساقه الأستاذ “كمال” كان من المفترض أن يصدر المؤتمر الشعبي بياناً في اليوم الثاني يدين فيه سلوك الأخ “كمال” وتعامله غير الراقي مع الكبار خاصة البروف “إبراهيم”. والبروف “إبراهيم” بيته مفتوح للجميع وقلبه كذلك، ولو كانت هناك مشكلة داخل قبة البرلمان أو لم يمنح فرصة للحديث فهذا لن يكون آخر المطاف، فالنواب هم الذين يدافعون عن حقوق المواطنين، ولا أظن أن الأستاذ “كمال” يريد أن يثير مشكلة متعلقة بالمواطن فعدد من النواب يريد أن يتحدَّث فقط وإلا كان البروف منحه الفرصة مثله ومثل الآخرين، ولكن طريقة الأستاذ “كمال” في التعامل السياسي خارج قبة البرلمان تختلف عن داخله، وحسب ما قال البروف “إبراهيم” إن هناك عدد من النواب لم يعرفوا اللوائح وهذه مشكلتهم ويجب عليهم أن يطلعوا على لوائح المجلس ويحفظونها عن ظهر قلب بدلاً عن الجعجعة في الفاضي..وحتى إذا لم يمنح رئيس المجلس عضواً فرصة للحديث قامت القيامة، فالبرلمان مازال قائماً وجلساته مستمرة اليوم أو غداً، فماذا لو لم يتحدَّث الأستاذ “كمال” أو غيره من النواب في هذه الجلسة، وأذكر في أولى جلسات للبرلمان بعد حكومة الوفاق الوطني كانت الأيادي كثيرة مرفوعة للتعليق على خطاب رئيس مجلس الوزراء النائب الأول، فبعد عدة فرص منح رئيس البرلمان النائبة “تراجي مصطفى” الفرصة للتعليق، فشنت هجوماً عنيفاً في كل الاتجاهات، فلم يكن يتوقع البروف “إبراهيم” تلك الثائرة ولا أعضاء البرلمان أن يكون حديثها بهذا المستوى الركيك والذي لم يفد لا البرلمان ولا الشعب، فكان حديث (خام بارم) أضحكت الأعضاء عليها، وربما كان سبباً في خروجها بلا عودة.. فمن أراد الحديث داخل البرلمان عليه أن يحسن الخطاب مع رئيس البرلمان ومع الأعضاء، وإلا عليه أن يلزم الصمت كما صمت آخرون..لذا فإن الأستاذ “كمال عمر” السياسي الذي خبرته الساحات الفترة الماضية ما كان عليه أن ينزلق بعباراته مثل تلك الانزلاقة مع شخص احترمته المجالس وقاعات العلم وطلابه المنتشرين في كل المواقع ..لذا فإن اعتذار الدكتور “علي الحاج” له، وأن جاء متأخراً، فهو بمثابة البلسم الشافي لدواء الجراح.