ولنا رأي

حكومة (المية يوم) لم نسمع لها صوتاً!!

عندما شُكِّلت حكومة الوفاق الوطني وجُمع العديد من الأحزاب السياسية والحركات المسلحة استبشرنا خيراً بأن مشكلة البلاد سوف تُحل بعد أن دخل التشكيلة أولئك الكباتن الجدد، وربما في أيديهم الوصفة السحرية لحل المعضلة وأهمها المشكلة الاقتصادية، ولكن بعد (مية يوم) حتى الآن لم تلح أي بارقة أمل للحل، فوزير المالية الجنرال الذي ظننا أنه سيحل مشكلة الدولار والاقتصاد، ولكن ما زال مختفياً ولا حتى على صفحات الصحف موجود، ماذا يعمل خلال (المية يوم)؟ فأصاب المواطن الإحباط بعد أن ظننا أن الفرج قد لاح على أيدي تلك المجموعة، ولكن يبدو أن كل شخص بيعمل على حل مشاكله الخاصة، أما مشاكل الوطن فصفر وصفر كبير ..فالأسعار كما هي أو ربما زادت بنسبة (مية المية)، فهذا يحدث في دولة زراعية والحيوانات تُصدَّر إلى دول العالم يصير الخروف فيها بأكثر من ثلاثة آلاف جنيه، وكيلو اللحمة بأكثر من مائة وأربعين جنيهاً، وطبق البيض بأكثر من ستين جنيهاً، وكيلو الفراخ يصل إلى ستين جنيهاً، والله الحكومة التي هاج الناس وماجوا حولها قبل حكومة الوفاق الوطني كانت أفضل مليون مرة من هذه الحكومة المسماة حكومة الوفاق الوطني، ويبدو أن هذا التيم لم يتدرَّب حتى يدخل الممتاز مازال في فرق الروابط . ما الجديد الذي أحدثته حكومة الوفاق الوطني على حياة الناس خلال (المية يوم) ما الذي انخفض من الأسعار حتى نقول والله الحكومة ساعدت في تخفيض أسعار الزيوت أو اللحوم أو حتى الخضروات التي تزرع داخل الوطن وتسقى بماء الوطن، لم تستطع الحكومة أن تخفض سعر الطماطم الذي وصل سعره إلى أكثر من خمسة وعشرين جنيهاً، والبطاطس إلى نفس السعر والعجورة الواحدة إلى خمسة جنيهات، ورطل اللبن إلى سبعة جنيهات، والجبنة إلى مائة جنيه، وحتى طبق الفول الذي كان أكل الغلابة الآن وصل سعره أكثر من عشرة جنيهات، ما الذي أحدثته حكومة الوفاق الوطني حتى الآن على حياة الناس؟ بالتأكيد لا شيء، والضحية على الأبواب، فلا أظن أن المواطن يستطيع شراء كيلو لحمة ناهيك عن خروف بثلاثة آلاف جنيه، أين الحكومة وأين المسؤولين الذين وعدونا بحياة رغدة؟، لقد أصبحت الحياة لا تطاق ولا أحد من أولئك المختصين نزل الأسواق ليعرف على الطبيعة الأسعار أو كيف يعيش الناس..وفي ظل هذا التصاعد لكل أصناف السلع من حق عديمي الضمير أن يسرقوا وينهبوا ويختلسوا ويفسدوا طالما في أيديهم الأموال والدولة لم توفر لهم الحياة الكريمة، فماذا يفعل هؤلاء والمال متدفق في أيديهم؟. إن حكومة الوفاق الوطني أن كان حالها بالذي نراه الآن يجب على الحكومة أن تعلن عن انتخابات مبكِّرة عسى ولعل أن تأتي الانتخابات المبكرة بحكومة رشيدة تستطيع أن تحقق ما لم تستطع أن تحققه هذه الحكومة ..فحكومة الوفاق الوطني لا نرى كثيراً من الوزراء، بل هناك وزراء لم نسمع لهم صوتاً أو حساً منذ أن أعلن التشكيل الوزاري، فأين وزير العدل الجديد؟ هل وصل البلاد أم مازال في حالة احتفالات وتكريم له بدولة قطر؟ وإذا جاء إلى أرض الوطن  أين هو ؟ فلم نسمع له صوتاً حتى الآن. إن (مائة يوم) من عمر هذه الحكومة من المفترض أن تكون هناك إنجازات على أرض الواقع، ولكن يبدو أن الوزراء الجدد ما زالوا منبهرين بالوزارة الجديدة لذلك لم يستطيعوا أن يعملوا شيئاً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية