رأي

مسألة مستعجلة

التطبيع مع إسرائيل!!
نجل الدين ادم
ما تزال ردود الفعل على دعوة نائب رئيس الوزراء وزير الاستثمار السيد “مبارك الفاضل المهدي” بالتطبيع مع إسرائيل تترى، وأكثرها رافض للمبدأ، لكنها في المقابل لاقت هوى كبيراً في نفس دولة الكيان الصهيوني وترحيباً واسعاً، حيث اهتمت الصحف هناك بالخبر بصورة واسعة وملفتة للنظر، واحتفت الحكومة الإسرائيلية بالدعوة إلى حد تقديم وزير الاتصالات الإسرائيلي دعوة إلى السيد “مبارك” لزيارة تل أبيب.
والسؤال الذي يفرض نفسه: لماذا احتفت إسرائيل بهذه الدعوة رغم علمها أنها غير رسمية ولا تمثل النظام القائم أو الحكومة؟
حديث الوزير “مبارك” في هذا التوقيت يفرض حزمة من التساؤلات.. على رأسها هل هناك أيادٍ خفية وراء الدعوة مثار الجدل، وفي ذلك يترى السؤال الأهم: هل تكتفي الحكومة فقط بالتبرؤ من ما قاله وزيرها وأنه لا يمثلها وإنما يمثل شخصه؟ أما أنها ستقوم بتحرك موازٍ لحسم هذا الجدل الكثيف الذي يبدو أنه لن يتوقف؟!
وزراء ومسؤولون سابقون، بينهم إسلاميون، جاهروا ونادوا بالخفاء مطلقين ذات دعوة “الفاضل”، لكنها جميعها لم تجد صدى أو رد فعل على المستوى الداخلي أو الخارجي وفي دولة الكيان نفسها، وهذا قد يعني أن اليهود يتعاملون مع الشخصية، وفي ذلك هي تعدّ السيد مبارك شخصية مؤثرة فاعلة وقادرة على تمرير مقترح الدعوة.
وهنا لا بد أن نجيب عن سؤال مهم حتى نصوت لصالح أو ضد الدعوة: ماذا يستفيد السودان من التطبيع أو يخسر؟ الإجابة قد تكمن في أن إسرائيل سترفع يد الضغط علينا ومحاولات حصارنا بالمشاكل الداخلية التي قد يكون لها يد طولى فيها، أو حتى ربما إقناع الولايات المتحدة الأمريكية برفع الحظر الاقتصادي المفروض علينا منذ أكثر من عشرين عاماً.. كل هذا يجعل من الدعوة خياراً يتطلب النظر فيه بإمعان، والتفكير ملياً في إيجابيات وسلبيات التطبيع مع إسرائيل واستصحاب كل قرائن الأحوال التي تمنع أو تجوز ذلك.
“مبارك الفاضل” اكتفى بإطلاق الدعوة، وهو الآن يتابع باهتمام ردود الفعل.. ولكن ماذا بعد هذا؟!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية