سرقات من أجل العبور..!!
أصبح السودان لدى الكثيرين من شعوب الأمة العربية والأفريقية دولة عبور إلى دول أخرى، ولذلك أصبحت الجريمة لدى أولئك العابرين عادة للحصول على المال بأي طريقة حتى يصلوا إلى أهدافهم ومراميهم، وظل التعامل الراقي الذي يتعامل به أهل السودان مع منسوبي تلك الشعوب قوبل بالعبط أو الانتهازية خاصة الذين يعملون في المنازل كخدم فالمسكنة التي يدعيها هؤلاء مع ادعاء عدم الفهم جعل الأسر تظن أن هؤلاء أمناء على مالهم ومسكنهم، ولكن المخطط يتم بحبكة قوية وتخدير لأصحاب المنازل حتى يطمئنوا أن هذا العامل أو تلك العاملة مؤتمنة على كل شئ فيترك لها الحبل على الغارب، ولكن ما إن تجد تلك الفرصة فإذا بها تنفذ مخططها بدقة شديدة وتأخذ الجمل بما حمل، فكم من أسرة فقدت ممتلكاتها بتخطيط وتدبير من العاملة أو العامل وإذا ما تم القبض على الشخص يدعي عدم المعرفة أو أنه لم يرَ شيئاً وأحياناً بعد الضغط الشديد تنتزع الاعترافات منه، فإما أن تجد المسروقات وإما أن تكون أو يكون قد سربها بسرعة شديدة إلى إخوانه الآخرين، بالأمس سمعت أن أحد السفراء بوزارة الخارجية، قد فقد بعض ممتلكاته والسبب العاملة الأجنبية، التي أحسنت معاملتها وكانت كأنها فرد من أفراد المنزل، ولكن يبدو أن تخطيطها أخذ فترة من الزمن، فما إن لاحت لها الفرصة بخروج السفير إلى العمل والأبناء إلى المدارس والجامعات والمدام إلى زيارة إلى بعض الأهل صباحاً.. فعند العودة وجدت كثيراً من مقتنيات المنزل قد اختفت كما اختفت معها العاملة الأجنبية.. هربت العاملة إلى مكان ما وظل البحث عنها مستمراً، فهذه واحدة من عشرات السرقات التي يتم تنفيذها بواسطة العاملين الأجانب بالمنازل المختلفة، فالسودان أصبحت الجريمة تنفذ فيه بتخطيط وتدبير شديد جداً، واستغل أولئك اللصوص طيبة أهل السودان ومسكنتهم بل تعاملهم الراقي مع الأجانب.. ففي أي دولة يتم احتضان العامل الأجنبي وجعله فرداً من أفراد الأسرة؟ ففي أي دولة يأكل العامل مع أهل المنزل في سفرة واحدة؟ وفي أي دولة يجلس العامل أو العاملة مع أهل المنزل في غرفة واحدة ؟ وفي أي دولة يترك العامل أو العاملة تجلس لتشاهد المسلسلات مع أفراد الأسرة؟ هذا لا يتم إلا في السودان.. لأن السودان بلد طيب وأهله أكثر طيبة مع الأجانب مهما كان وضعهم.. وما يجده أولئك الأجانب في السودان لن يجدوه في أي دولة أخرى، ولذلك يفترض أن يفهم أولئك العابرون إلى دول أخرى، عليهم أن يعلموا أن أهل السودان ليس بالسذاجة التي يعتقدونها، والطيبة لا تعني الضعف أو المسكنة.. فإكرام الضيف عند السودانيين حتى لو كان عاملاً عندهم مهم ولذلك يجب أن يعلم هؤلاء أن المعاملة الحسنة يجب ألا تقابل بالسيئة لأن الضرر سيكون على بقية شعب الوافدين ولو كان أولئك أشبه بالملائكة فالصورة عند السودانيين تشوهت، ولن يتم التعامل مع أي واحد منهم بنفس الصورة القديمة وإكرام الضيف سيكون له حدود.
إن الأجهزة الأمنية معنية بمراقبة الوافدين مع تحديد أماكن سكنهم واستخراج بطاقة متسلسلة مع صورهم لكل واحد منهم، وفي حالة أي عامل أو عاملة تريد العمل في منزل من المنازل تأخذ بيانات كاملة عنها مع وضع صورهم في المطارات ففي حالة ارتكاب أي جريمة تحول الصور إلى المطارات والمنافذ المختلفة للقبض عليهم، فالطيبة والمسكنة هي التي أضرت بالبلاد والعباد.