وشهد شاهد من أهلها.. !!
اعترف مدير شركة المواصلات العامة العميد( م) “عبد الوهاب أحمد عثمان” في خبر تصدَّر الصفحة الأولى بالزميلة (آخر لحظة)، أن بصات الولاية تم شراؤها مستعملة وعلى عجل دون أن يتم ابتعاث فنيين في الميكانيكا لتقدير إمكانية عملها وملاءمتها للأجواء السودانية. إن الاعتراف الذي سجَّله سعادة العميد يؤكد أن كثيراً من المعاملات تتم بدون استشارة الجهات الفنية، وفي مثل حالة شراء البصات كان في الماضي النقل الميكانيكي هو الجهة المخوَّل لها شراء العربات الحكومية أو أي سيارة أو بص خاص بالحكومة، ولا يمكن أن يتم الشراء دون استشارات الفنيين بالنقل، ولذلك كانت السيارات على درجة عالية من الكفاءة، ولم نسمع أن عربة تم شراؤها وتعطَّلت في شهور. أذكر أن الأستاذ الراحل “سيد أحمد خليفة” رئيس تحرير الزميلة (الوطن) كان قد قام بحملة شعواء عندما بدأت ولاية الخرطوم إجراءات شراء بصات من أحد الدول العربية أو الآسيوية، ولكن تلك الجهة بالولاية اعتبرت ما يقوم به من حملة فيها ضرر بالمصلحة العامة، ولكن الأستاذ الراحل “سيد أحمد خليفة” صحفي لا يكتب من دون معلومات أو مستندات، وكلما بدأ حملته الشعواء يتعطَّل مشروع شراء البصات الذي لا ناقة له ولا جمل غير المصلحة الوطنية، ولكن أصحاب المصالح كانوا يرون غير ذلك، وها هو المغطى ينكشف ومن شخص مسؤول ومدير شركة المواصلات العامة، ولذلك معظم البصات التي تم شراؤها الفترة الماضية لم تكن ذات كفاءة عالية وتعطَّل معظمها، وهناك بعض البصات التي تم استيرادها لجهة ما، هي أيضاً قليلة الكفاءة وتعطَّل معظمها وخسر الذين قاموا بالشراء، بل ربما فقدوا أموالهم حينما عجزوا عن سداد ما عليهم من التزامات ماليه تجاه تلك الهيئة. إن عمليات الشراء أصبحت بدون ضابط أو رابط فكل جهة تشتري بالطريقة التي تناسبها حتى الذين يذهبون إلى الصين كقطاع خاص تجدهم يقدِّمون المواد المستوردة الرديئة، فلم تسلم أي بضاعة قادمة من الصين من عمليات الغش، ففي الماضي كانت لمبات النيون تعيش لأزمان طويلة أما اليوم فإن اشتريتها فلن تصلح لغدٍ..أذكر مرة سألت السفير الصيني الأسبق “لي ون شانج” لماذا تقدموا لنا الصناعات الصينية الرديئة؟. فقال لي: لسنا نحن وإنما التجار السودانيين هم الذين يشترون الصناعات الرخيصة ..فهيئة المقاييس لم تضبط الصناعات الواردة ولم تلزم أصحابها بإعادتها في حالة عدم مطابقتها، ولو حقاً المقاييس استخدمت هذا ما أظن أن هناك بضاعة تدخل البلاد بهذا المستوى الذي نراه، وهناك بعض المحال التجارية إذا أردت أن تشتري منها أي صنف من البضاعة يقول لك هذا أصلي وهذا تقليد، فإن سمعت حديثه واشتريت الأصلي عندما تذهب تجد لا فرق بين الأصلي والتقليد، فكلهم لا يعيشيون زمناً طويلاً، لذا فإن اعتراف المدير العام لشركة المواصلات العامة يؤكد أن البضائع المستوردة غير مطابقة للمواصفات والذين يذهبون هم من غير الفنيين لإجراء عمليات الشراء، والسبب لشيء في نفس “يعقوب”..لذا لابد أن تحدث مراجعات عامة لكل شيء يتم استيراده خاصة من دولة الصين التي أصبح السفر إليها وكأنما الإنسان ذاهب إلى مدني أو أي مدينة داخلية.
همسة :
نشكر العم محمود صاحب عربة الامجاد الذي يعد أحد القراء المداومين على مطالعة الصحيفة وزبون دائم للصحيفيين، فقد كان له الفضل في توصيل الصحيفة إلى المطبعة رغم هطول الأمطار وغزارة المياه في الشوارع .