أمريكا ومزيد من الضغوط على السودان!!
رغم التفاؤل السوداني برفع الحصار الاقتصادي على السودان، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية تظل بالمرصاد له، وها هي محكمة الاستئناف الأمريكية تصدر قراراً تلزم الحكومة السودانية بتعويض ضحايا تفجير سفارتَيْ الولايات المتحدة الأمريكية في كل من نيروبي ودار السلام بمبلغ (7.3) مليار دولار، فالقرار صدر ولم تتبق من مهلة الثلاثة أشهر، للرفع الكلي عن الحصار، إلا فترة قليلة، فأمريكا تريد أن تركِّع السودان بشتى الطرق كما عملت مع العقيد “القذافي”، حينما أجبرته بتعويض ضحايا لوكربي، ولكن ماذا فعلت أمريكا مع “القذافي”؟ هل رضت عنه رغم التزامه بدفع التعويضات.. بالعكس لقد نصبت أمريكا لـ(القذافي” الشراك حتى سقط حكمه، وأمريكا تنظر إليه وهو يتجرَّع الهزيمة ويموت أبشع ميتة، فأمريكا الآن تحاول أن تلعب نفس اللعبة مع السودان، فكلما التزم السودان بقرار أمريكي نصبت له شركاً من جهة أخرى، ولذلك لابد أن تتحد القوة السودانية وتفوِّت الفرصة على أمريكا، وإذا كان الرئيس قال في الاحتفال الذي أقيم بمناسبة افتتاح جسر سوبا: كلما حاصرونا نخرج لهم بمشروع تنموي، فالتنمية هي السبيل الوحيد لوقف التربُّص الأمريكي، وعلى الحكومة أن تتصالح أكثر مع الشعب، وأن تمد يدها أطول إلى الحركات المسلحة لينعم الوطن بالأمن والسلام والاستقرار حتى نوقف التربُّص الأمريكي على البلاد ..وإلا سوف تظل أمريكا تلوي ذراعنا حتى تنكسر بالضغوط المستمرة، وأمريكا لا تقل في صلفها عن إسرائيل التي تحاول لي الذراع الفلسطيني، ولكن الفلسطينيين لهم قوة إرادة، فقد استطاعوا الأيام الماضية أن يجبروا دولة الكيان الصهيوني عن قرارها بإعادة الأقصى لما كان عليه قبل عمل البوابات الإلكترونية التي تحاول إسرائيل أن تجبر الفلسطينيين وتدخل الأقصى أو محاولة تركيعهم، إلا أنهم رفضوها وثاروا في وجهها حتى تراجعت.. فنحن لسنا أقل من الفلسطينيين في إجبار أمريكا أو غيرها بتغيير مواقفها أو قراراتها الاستبدادية..فأمريكا لا تحترم إلا الدول القوية والتي لها مواقف صلبة، فانظروا إلى أمريكا بعد قرارات بعض دول مجلس التعاون الخليجي، المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر ودولة قطر، فقد أرادت أمريكا لـ”ترمب” أن يميل إلى تلك الدول بعد أن استلم المبلغ المالي المهول من المملكة ويبيع قطر، ولكن صمود قطر وما لها من مال جعل “ترمب” يتراجع من مواقفه، بل أحياناً تحس بالميل إلى قطر أكثر أو إيجاد العذر لها ..الضغوط الأمريكية على السودان لن تجعله ينحني بعد كل الذي قام به السودان من أجل كرامته وعزته وكرامته..فماذا ستفعل أمريكا بعد ذلك عشرين عاماً، والسودان مجبر على الحصار الأمريكي.. فماذا حدث؟ المشاريع التنموية مستمرة، والحياة رغم الضيق والغلاء، الذي يفتعله التجار، (ماشة)، وعدد كبير من الحركات المسلحة عادت إلى أرض الوطن ودخلت في التفاوض ومن ثم حكومة الوفاق الوطني .. والسودان أقل دول المنطقة التي حدث فيها الربيع العربي أمناً واستقراراً ..فأبناء السودان، خاصة أبناء دارفور لم يكتشفوا أنفسهم ولا مناطقهم والخير الوفير الموجود فيها. أولئك يريدون العيشة السهلة مع افتعال الصراعات والمشاكل، ولكن لو حكَّم كل أهل السودان عقلهم وعملوا من أجل المصلحة الوطنية ما أظن كنا محتاجين لأمريكا ولا لقراراتها، فالسودان كل الدنيا تنظر إليه إلا نحن نتصارع في لا شيء.. فالقيادة هي التي تجبر شعبها بالالتفاف حوله، فقبل انتهاء المهلة الأمريكية لرفع الحصار يجب أن يكون هناك بيان بالعمل من القيادة العليا لتوحيد الجبهة الداخلية لوقف الصلف الأمريكي.