هم الأصحاء عملتوا ليهم شنو!!
اتجه الأستاذ “علي عثمان محمد طه” النائب الأول لرئيس الجمهورية السابق إلى العمل الخاص بعد أن رأت الدولة الاستعانة بالشباب وأخلى موقعه راضياً مرضياً بدون أي ضوضاء أو إثارة أو شتم للنظام الذي قام على أكتافه، اتجه الأستاذ “علي” إلى العمل الذي يكسبه رضا الأمة والمجتمع والرب. بالأمس لبيت دعوة منه للاستماع إلى تنوير أو حديث أو أخذ رأي رؤساء التحرير وكتاب الأعمدة في قضية يعتبرها من أهم القضايا والتي لم تعرها الدولة اهتماماً كبيراً لا الإنقاذ ولا الحكومات السابقة، فقضية الإعاقة بأنواعها المختلفة البصرية والسمعية والحركية والذهنية واحدة من الإعاقات التي يفترض أن تنتبه لها الدولة، فالمعاقون هم أشخاص إما تعرضوا للإعاقة بسبب الحوادث وما أكثرها حوادث الحركة أو الإصابة بأي مرض يؤدي في النهاية إلى إصابة الإنسان بتلك الإعاقة، إما بصرياً أو ذهنياً أو حركياً، ولكن المعاقين لم توقفهم تلك الإعاقة أو الابتعاد عن المجتمع أو التفاعل معه ومن هنا جاء اهتمام الأستاذ “علي عثمان” بتلك الشريحة المهمة في المجتمع والتي لم تجد الاهتمام اللازم. وقال أحد الظرفاء ونحن ذاهبون إلى لقاء “علي عثمان” عمل شنو مع الأصحاء عشان يهتم بالمعاقين، وقد ذكرت ذلك له عندما وجدت فرصة للحديث .. في كل دول العالم نجد اهتماماً كبيراً بتلك الشريحة حتى في المطارات لهم معاملة خاصة ولهم دورات مياه، وفي المواصلات العامة كذلك، وقد شاهدت في بريطانيا كيف تعامل سائق الأتوبيس عندما كان المعاق يقف في المحطة لاحظت نظاماً في الأتوبيس وهو أن ينخفض مستواه إلى الشخص المعاق وينتظر حتى إدخال العجلة التي يقودها، فنحن دولة لا تعطي تلك الشريحة الاهتمام الذي يجعلها متساوية مع غيرهم من بني البشر .. وإذا كانت الظروف قد حرمت هذا الشخص من بعض الأعضاء فهذا لا يمنع أن تهضم حقوقه على الرغم من أن هناك عدداً كبيراً ممن تأثروا بالإعاقة أفضل من مكتملي الأعضاء.. لقد شاهدت قبل فترة في أحد البرامج الذي استضاف واحداً من المعاقين بصرياً ولكن لو وضعناه مع الآخرين نجده قد تفوق عليهم عملياً واجتماعياً وقدم للمجتمع أكثر منهم رغم هذه الإعاقة الربانية، ولذلك يجب ألا ننظر إليهم نظرة العطف والإحسان فهم جزء من هذا المجتمع والقانون يعطيهم حقوقهم كاملة مثلهم ومثل غيرهم من البشر، فما يقوم به الأستاذ “علي عثمان” والجهات الأخرى الراعية لمثل هذه المشاريع التي تعود بالفائدة للمجتمع يعد عملاً خالصاً لله ولابد أن تتضافر جهود المجتمع والدولة لإعادة هؤلاء إلى المجتمع بدلاً من أن تؤثر تلك الإعاقة فيهم وتعرضهم للانزواء من المجتمع.
إن الأستاذ “علي عثمان” يعد من القلائل الذين لهم بعد نظر وهو رجل دولة بمعنى الكلمة، وإن كان قد خرج من الجهاز التنفيذي أو أخرج فلن يؤثر فيه ذلك شيئاً، لأنه مبدع وخلاق وبالإمكان أن يطوع المستحيل لتقديم ما يفيد المجتمع والدولة. وما يقوم به الآن سيحرك الجميع لمصلحة تلك الشريحة التي لم تجد الرعاية والاهتمام بل سيجد الدعم والسند من الخيرين الذين وهبوا أنفسهم لخدمة الآخرين، وكم من الخيرين الذين دفعوا بأموالهم للعمل العام، ولذلك فإن تضافر الجهود سيكون فيه نفع للمجتمع وسنجد عدداً كبيراً من المبدعين من المعاقين قد أسهموا في كافة المجالات.