ولنا رأي

جرائم لا تستحق كل هذا!!

أصبحت الجريمة تقع لأتفه الأسباب أو لا ترقى أن تصل إلى هذا الحد من البشاعة، ففي عدد (المجهر) أمس، لاحظت عدداً من الجرائم التي ارتكبها بعض الأفراد ضد بعضهم البعض، جرائم يمكن تداركها أو عدم ارتكابها بالصورة التي تصل إلى حد القتل أو ارتكابها.. ففي أحد الأخبار التي وردت وهي لا تستحق أن يصل مرتكبها لحد القتل، يقول الخبر أقدم راكب غاضب على إنهاء حياة سائق بص الوالي بمنطقة صابرين غرب الحارات بأم درمان، وبحسب المصدر أن سائق البص كان في انتظار أن يجد ركاباً من منطقة صابرين بالثورة إلى الخرطوم، ولقلة عدد الركاب كان السائق منتظراً في المحطة ريثما يمتلئ البص، ولكن احد الركاب أرغم السائق على التحرك فنشبت بينهما ملاسنات فاستل الراكب سكينه وطعن السائق وأرداه قتيلاً، فالجريمة التي ارتكبت لا تستحق لو حكّم الإنسان عقله وضبط أعصابه، كان بالإمكان تفاديها أو منع وقوعها، ولكن يبدو أن الضغط النفسي الشديد أعمى الجاني مما دفعه لاستخدام الآلة بدلاً من تحكيم عقله، وكان بالإمكان تفاديها إذا تدخل الحكماء، أما الخبر الثاني الذي أوردته الصحيفة هي أيضاً جريمة قتل بين سائقي ركشة وتاكسي، فأنهى سائق الركشة حياة سائق التاكسي عندما اختلفا في مشوار بينهما، ويقول الخبر إن أحد المواطنين حضر إلى صاحب الركشة لتوصيله مشواراً، إلا أنهما لم يتفقا، فحاول صاحب التاكسي الذي كان يقف بالقرب من صاحب الركشة، الاتفاق مع الشخص، إلا أن الأمر لم يعجب صاحب الركشة، فدخلا في مشاجرة دفعت صاحب الركشة بتسديد طعنة قاتلة لصاحب التاكسي، وهذه الجريمة لم ترقَ إلى حد القتل وكان بالإمكان تداركها لو حكم كل من الطرفين عقله، أما الخبر الثالث فيقول إن صبياً هوى بطوبة على رأس امرأة دخلت في شجار مع والدته التي حاولت أن تفض شجار وقع بين صبية يلعبون في الشارع العام، ولكن أحد الأطفال خف إلى المنزل وأخبر والدته بأن امرأة بالشارع قد ضربتهم، وقبل أن تتبين السيدة أساس المشكلة انهالت ضرباً على السيدة الأخرى مما دفع ولدها بقذفها بطوبة على رأسها مسبباً لها الأذى الجسيم.
إن كثيراً من الجرائم التي تقع في مجتمعنا الآن، جرائم لا ترقى إلى المستوى الذي يفقد فيه الإنسان أعصابه ومن ثم روحه في حالة القتل، إذا ما نظرت في المحاكم، فالجرائم التي ترتكب في الشارع العام أو في المواصلات أو في الأحياء، تحتاج إلى درجة عالية من ضبط النفس، فالمجتمع السوداني يعد من المجتمعات المتسامحة وليس من السهل أن تصل به الحماقة لدرجة إزهاق الروح التي حرم المولى قتلها، فالمجتمعات أصبحت متحضرة ودرجة الوعي كبيرة، وليس من العقل أن ترتكب مثل تلك الجرائم في المجتمعات المتحضرة، فماذا يعني إن فقد صاحب الركشة هذا المشوار أو ذاك، فأصلاً الرزق بيد الله، فإذا فاتك مشوار، فهناك ألف مشوار قادم، فلماذا تخرج من طورك لترتكب هذه الجريمة التي تفقد فيها روحك، وكذا الحال بالنسبة للصبي الذي حاول أن يدافع عن والدته وضرب المرأة الأخرى بالطوبة، ألم يكن بإمكانه وببساطة أن يفض النزاع دون أن يرتكب هذه الجريمة.
 نسأل الله الهداية للجميع وأن يضبط الإنسان أعصابه ويبتعد عن الحماقة التي توقعه في التهلكة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية