دبلوماسية السفير السعودي!!
استطاع السفير السعودي وبدبلوماسيته الهادئة أن يجذب عدداً من رؤساء تحرير الصحف السودانية وكتاب الأعمدة ومراسلي الفضائيات المختلفة إلى لقاءٍ بمبنى السفارة بالخرطوم أسماه لقاء تعارفي بينه وبين الإعلام السوداني والذي حاول أن يقيمه الفترة الماضية، ولكن بعض الظروف ومرضه حالت دون ذلك.
السيد السفير تحدث في بداية اللقاء وبدبلوماسية هادئة، قال: إن هذا اللقاء لا علاقة له بأزمة الخليج الحالية، وإنما لقاء يفترض أن يتم قبل فترة من الآن ثم تحدث عن دور القوات المسلحة السودانية ومشاركتها في عاصفة الحزم ممتدحاً دورها في هذه الحرب التي تعمل على إعادة الشرعية في اليمن وحماية الحرمين الشريفين، وامتدح القوات السودانية التي شاركت في درع الشمال للدول الإسلامية ثم تمرين الدرع الأزرق 1 وفي قاعدة مروي الجوية شمال طوَّف السيد السفير على بعض القضايا الأخرى، ولكن لم يغفل الأزمة الحالية التي اعتبر قيادات قطر هي التي لم تراع مصالح المنطقة خاصة دول مجلس التعاون الخليجي.
السيد السفير يتمتع بذكاء ودبلوماسية ساعدته على خلق روح تضامنية للموقف الراهن من قبل الإعلاميين للموقف مع أو ضد، وهو يعلم دور الإعلام في مثل هذه القضايا، وقد لاحظنا ومنذ بداية الأزمة كيف عمل الإعلام أن كان رسمياً أو غيره من تلك الأزمة، ولذلك استخدم الأسلوب السهل في التعامل مع الإعلاميين خاصة عندما تحوَّل اللقاء إلى أشبه بالمؤتمر الصحفي، وانهالت عليه الأسئلة دون تحفظات فتعامل معها أشبه بحارس المرمى الذي تأتيه الكرات من كل الجبهات، وكيف يتصدى لها لحماية عرينه، فكان هذا موقف السفير السعودي “علي حسن” من سيل الأسئلة المتدفقة من الإعلاميين، ولم يتدخل أي شخص من السفارة لمنع أو طرح الأسئلة بتلك الشاكلة التي لا يرغب فيها أهل الدبلوماسية، ولكن يبدو أن السيد السفير قد تمرَّس كثيراً وفي مواقع مختلفة، فمثلاً عندما سأل عن الحوار الذي أجري معه وطلب فيه موقف واضح من السودان حول الأزمة الخليجية، ولكن السيد السفير قال: إن كانت القيادات القطرية ما زالت على موقفها، فهذا الموقف يضر بمصلحة المنطقة، وأتمنى أن يكون للسودان ولكل الدول موقفاً من ذلك، وقال: نحن لا نتدخل في شؤون الدول ولا نتدخل في شؤون السودان ولم نطالبه باتخاذ موقف مع أو ضد، فالسودان دولة تربطها بالمملكة العربية السعودية علاقات قوية وراسخة ولا يمكننا أن نطلب منها مثل ذلك ..أما عن الفريق “طه” وحصوله على التابعية السعودية وظهوره مع الوفد السعودي في مؤتمر بأديس أبابا، فالإجابة كانت تنم عن ذكاء كبير للسيد السفير، فقال: بغض النظر عن الفريق “طه” فما حدث له من إقالة يعد شأن سوداني لا دخل للمملكة فيه، وأما عن حصوله على موقع مميز في الحكومة السعودية، قال: إن السودان يتمتع بكفاءات مميزة في كافة المجالات، فهناك أطباء مميزين في المملكة من الكفاءات السودانية، وهناك مستشار في وزارة الخارجية الأمريكية من السودان، والمملكة من حقها أن تستعين بالكفاءات السودانية، أن كان “طه” أو غيره، وهذا منتهى الذكاء من السيد السفير وإجابة في قمة الدبلوماسية ..وهذا يعني أن الفريق “طه” لم يكن السوداني الوحيد الذي تستعين به المملكة العربية السعودية، فهناك عشرات السودانيين المميزين الذين تستعين بهم المملكة أو أي دولة أخرى .
السيد السفير تحدث عن زيادة كوتة السودان لحج هذا العام، والذي ارتفع العدد إلى (32) ألف حاج، بدلاً عن (25) ألف حاج، وقال: إن السفارة جاهزة الآن لاستقبال جوازات الحجاج للموسم الحالي. اللقاء ينم عن احترام كبير من قبل السيد السفير للإعلام السوداني، ووعد بتكراره ووعد ببشريات للسودانيين الفترة القادمة.