ولنا رأي

رمضان والبوفيهات المفتوحة!!

درجت العديد من المؤسسات والوزارات على إقامة إفطاراتها الرمضانية في الصالات أو في أماكن عملها ولكن الملاحظ في تلك الإفطارات، أن ثقافة السودانيين مع البوفيهات المفتوحة ضعيفة جداً وهذه الثقافة مربوطة أيضاً بثقافة الصفوف، فالمواطن السوداني يمتاز بالأنانية ولم يتعلم كيف يترك الفرصة لمن هو حل قبله ولذلك تجدهم يتزاحمون في صفوف الرغيف والبنزين وكل عمل يتطلب وجود خدمة صفية تجدهم يسقطون فيها. أمس الأول دعيت لإفطار من قبل شركة نوبلز وهي من الشركات الرائدة والحديثة والتي تملك عدداً من الشركات الأخرى، الإفطار كان في المطعم الأميري وهو من المطاعم التي تم تجديدها بصورة رائعة من قبل المستثمرين الأتراك. ولن يصدق أحد أن عمليات الصيانة والتجهيزات قد تمت خلال ثلاثة أشهر تقريباً وعاد المطعم حلة زاهية وكأنما أنشئ من جديد، عملية التجهيز لاستقبال الضيوف  كانت منظمة إلى حد ما رغم أن الدعوات شملت جهات مختلفة، ووضع أناس في vip بينما الآخرين مع العامة ولا ندري كيف حدد ذلك ولماذا لم تشمل كل رؤساء التحريرvip. نعود إلى ثقافة البوفيه المفتوح خاصة ونحن في شهر رمضان والكل يريد في لحظة واحدة أن يتناول وجبته ولكن انظروا إلى السودانيين وهذا المشهد متكرر في كل الافطارات الرمضانية أو في الورش أو اللقاءات تزاحم الصائمين في لحظة واحدة، ولم يراعوا الصف وأولويات من جاء قبل الآخرين فمن جاء متأخراً تقدم الصفوف ولا يبالي وهذه ثقافة مفقودة عندنا ولو قام أولئك بهذا العمل في دولة أوربية لاحتقرتهم تلك الشعوب التي تعودت على النظام والانضباط وعدم تعدي أي شخص على حقوق الآخرين، تهافت أولئك على المكان المحدد للأكل وبدأوا يتزاحمون وصحني وصحنك وكأنهم لم يأكلوا من قبل، ومن أخذ الطعام أخذ أكثر مما يكفيه مما أثر على الآخرين الذين لم يجدوا شيئاً يأكلونه إلا قليلاً من الخضار بينما الذين امتلأت صحنهم لم يكملوها، إن ثقافة البوفيه المفتوح لم تعمل إلى السودانيين لأنهم لم يتعودوا عليها ولذلك ثقافة الصواني هي السائدة في المجتمع السوداني وينبغي أن تسود بدلاً من تلك الثقافة التي لم يحسن التعامل معها.
الإفطار شهده اللواء “عبد الرحمن الصادق المهدي” مساعد رئيس الجمهورية والدكتور “حسن هلال” وزير البيئة والدكتور “عبده داؤد” وزير الدولة بالصناعة والأستاذ “الطيب حسن بدوي” وزير الثقافة وعدد كبير من رؤساء التحرير والإعلاميين من الفضائيات المختلفة، وما لفت نظري الأستاذ “إبراهيم محمد الحسن” رئيس مجلس إدارة شركة نوبلز فكان يتجول هنا وهناك يستقبل ضيوفه ويسلم عليهم فرداً فرداً، وما لفت نظري أكثر الأستاذ محمد المأمون صاحب سيراميك رأس الخيمة التي تناولت قضيتها الصحف بإسهاب الفترة الماضية إلى أن تم حسمها مؤخراً لصالحه وعادت سيراميك رأس الخيمة إليه كاملة، ومن لم يعرفه لن يصدق أن هذا الشاب الصغير المولود في العام 1985 يمتلك كل هذا الصرح .. كان وسط الضيوف يسلم ويقدم ضيوفه بنفسه في بساطة شديدة وإن لم يقال لك هذا ود المأمون صاحب سيراميك رأس الخيمة لن تصدق، ولدي نظرة في التواضع فمن قام في العز وعينه مليانة تجده في قمة التواضع وكذلك العلماء، فإن وجدت شخصاً يقوم بخدمة ضيوفه بنفسه ويسامرهم ويلاطفهم فاعلم أنه إما عالم وإما شخص امتلأت عينه من الأكل والشرب وكل متع الدنيا.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية