رأي

الحاسة السادسة

معتمد أم درمان..  انظر حولك!
رشان أوشي
المصادفة وحدها قادتني إلى سوق أم درمان العريق أمس الأول برفقة شقيقتي، فأنا أمقت الازدحام والضجيج والأماكن المكتظة بالبشر، وامتعض من جوب الأسواق في المواسم، ولكنه إصرار الأميرتين لمرافقتهما، كانت الساعة حوالي العاشرة والنصف مساءً،  بالطبع لا دوام حكومي وقتها سوى انتشار رجال الشرطة بالزي الرسمي للتأمين ودرء الفوضى المعلومة للجميع التي تحدث في الأسواق والازدحام إبان المواسم، ولكن تفاجأت بأمر بالنسبة لي ليس مدهشاً، ولكن أذهلتني الجرأة على الفعل، وأعادت إلى ذهني أفلام الأربعينيات في السينما العربية، وعصر الفتوات والإتاوات.
بينما نتسوق في المحلات التجارية بنهاية شارع الصاغة قرب البوستة، وفي أحد محال الأحذية اقتحم المكان ثلاثة رجال أشداء غلاظ، تجاذبوا أطراف الحديث مع صاحب المحل على مقربة من أذني، معلنين عن هويتهم بأنهم رجال المحلية، انقطع سمعي لانشغالي بأمر آخر لالتفت وأفاجأ بأن أحدهم يملأ كيساً بلاستيكياً كبيراً بعدد مهول من الأحذية ويفاوضه صاحب المحل بغضب، بعدها يخرج الرجال الثلاثة إلى خارج المحل برفقة البائع،  ويعود. الأخير يحمل كيس أحذيته من جديد، بالطبع لن ادع أمراً كهذا يمر مرور الكرام استفسرته، وعلمت أنهم موظفو الجباية في المحلية، السؤال الذي تبادر إلى ذهني، هل تعمل محلية أم درمان التي يتبع لها السوق بدوامين؟؟، وماهي الجباية التي تحتم على صاحب محل تجاري مصدق له رسمياً بالعمل بسدادها أو مصادرة جزء من بضاعته، بالتأكيد السؤال موجه للمعتمد مجدي عبد العزيز ابن أم درمان البار، الذي لم نرَ في عهده إلا التطور على مستوى المحلية،  فابن الملازمين يعز عليه أن يعبث بمدينته ومسئوليته صغار الموظفين وأصحاب النفوس الضعيفة.
انتبه لرجالك سعادة المعتمد، وإلا سيهدمون ما بنيته من جهد لتطوير السوق والمحلية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية