برنامج تواصل المانع خير!!
درجت رئاسة مجلس الوزراء في كل عام وفقاً لتوجيهات رئيس الجمهورية وتنفيذ النائب الأول لبرنامج تواصل الاجتماعي الذي يطوف على بعض المبدعين من أهل بلادي في مقر إقامتهم ووسط أهلهم، لتكريمهم نظير ما قدموه لهذا الوطن في المجالات المختلفة طبية أو هندسية أو قانونية أو عسكرية أو أي شيء من مجالات الإبداع التي أقر مجلس الوزراء بتكريمهم سنوياً، وقلبت دفاتر العام الماضي والزيارات التي رافقنا فيها عدداً من المسؤولين لمنازل المبدعين ولكن حتى الآن وقد مضى تقريباً ثلث رمضان فلم يصدر أي قرار أو توجيه بتلك الزيارات أو حجبها هذا العام.
إن برنامج تواصل من البرامج الممتازة وقد أعادت للكثيرين من أبناء هذا الوطن والذين ظنوا أن النسيان قد طوى مسيرتهم الحافلة بالبذل والعطاء والتفاني والإخلاص في المجالات المختلفة، فبرنامج الزيارات التي تنطلق من مقر مجلس الوزراء عبر وفود من الإعلاميين والوزراء كل حدد له الوجهة التي يذهب إليها، فقد سعدنا مع أهل المحتفى بهم شيباً وشباباً وأطفالاً عندما يدخل الوفد ويتقدمه أحد كبار المسؤولين اللواء “عبد الرحمن الصادق المهدي” مساعد رئيس الجمهورية أو “موسى محمد أحمد” أو أي من المساعدين أو الوزراء الذين توكل إليهم مهمة زيارة الشخص الفلاني، كم هي لحظات مليئة بالفرح والأمل وإعادة الروح إلى الجسد.
من الزيارات التي سعدت بها كانت للواء والأديب والشاعر “عوض أحمد خليفة” لقد خرجت الجماهير من منازلها لذلك الاحتفال الذي شرفه رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير”، لقد كانت لحظات لن يتخيلها أحد وكم من هذا الشعور الذي تملك أهل المنطقة وكم من الزغاريد التي انطلقت فرحاً بهذا المقدم الرئاسي والوفد المرافق له من الوزراء والإعلاميين، لقد ضجت المنطقة فرحاً بهذا التكريم الرائع الذي تذكر نورا وربيع الدنيا وكأنما الفنان العملاق “عثمان حسين” جالس بين الحضور وكذلك الفنان الراحل “زيدان إبراهيم” وكل العسكريين والفنانين حضوراً في ذلك الاحتفال الذي أعاد لشاعرنا “عوض أحمد خليفة” الروح إلى جسده، ومن الزيارات الرائعة جداً زيارة إلى أبو القوانين “محمد الشيخ مدني” فقد جاء أهله من الجموعية وأم درمان وجاء الأساتذة والرياضيون بمختلف مشاربهم هلال ومريخ “أحمد حسب الرسول” و”أحمد دولة” والبروفسور “إبراهيم أحمد عمر” وكل أعضاء الروابط الرياضية بأم درمان. لقد كانت المنطقة حلبة للتباري بالحديث عن “أبو القوانين” وكأنما نحن في سوق عكاظ، ولذلك فإن البرنامج لم يكن هدفه المادي أو تقديم حفنة من الدنانير وإنما معزة الشخص ووسط أهله وأحبابه وتكريمه بما قدمه لهذا الوطن طوال فترة عمله، وهو أيضاً بمثابة رد الجميل لمن ضحى في زمن الصبا والشباب وإعادة له الصنيع الذي قدمه وهو في عزلته بعد أن تقدم به العمر وتفرق عنه الأحباب والأصحاب، لقد افتقدنا هذا البرنامج وافتقدنا القائمين على أمره الدكتور “أحمد مختار” الذي كان يحسب الساعات والدقائق للاجتماعات التي تعقد من خلال التدقيق والتمحيص لاختيار الشخص الذي وقع عليه الاختيار لتكريمه، أما الأخ “حاتم حسن بخيت” فكان الدينمو المحرك للبرنامج وكان حافظ لوحه تماماً كما كان حافظاً للشخصيات المكرمة وقد وهبه المولى ذاكرة قوية استطاع من خلالها تقديم المحتفى بهم بطريقة تدعو للدهشة والغبطة والسرور، ونقول للجهات المسؤولة بمجلس الوزراء إن شاء الله المانع خير هذا العام ولو طولتوا ما تغيبوا.