رأي

مسألة مستعجلة

عندما يكون المواطن.. الضحية !!
نجل الدين ادم
قرأت في الأخبار الأسبوع الماضي عن وصول محطتين لتوليد الكهرباء من الخارج للمساعدة في تخفيف الضغط على المحطات العاملة، وهذه بشرى سارة للمتضررين من القطوعات خلال هذه الشهر الكريم إذما أفلحت شركة الكهرباء في تجهيز هاتين المحطتين خلال الأيام القادمة، وإلا فإن المعاناة ستلحق بنا بسبب كثافة الاستهلاك الكهربائي في هذا الشهر، مما يعني وقوع القطوعات أو الأضرار من التيار الكهربائي الضعيف الذي أتلف لنا بعض الأجهزة الكهربائية.
قد تكون معادلة تقسيم المتاح من الطاقة الكهربائية على القرى والحضر عسيرة على شركة الكهرباء والجميع في أمس الحاجة للخدمة فيكون بذلك طبيعياً أن تقع الأضرار من جراء الاستهلاك الكبير، ولكن هذا لا يعفي بأي حال من الأحوال وزارة الكهرباء من الترتيب المبكر لتلافي الضغط الاستهلاكي وكل يعرف مواسم الاستهلاك الأعلى، يعني الصيانة ينبغي أن تكون مبكرة تقديرات الاستهلاك كذلك البدائل والمعالجة أيضا يفترض أن تكون حاضرة ولا ننتظر محطة أو محطتين من ألمانيا أو اليابان ربما يكتمل الترتيب عقب إنهاء فترة الخريف ودخول الشتاء في العام المقبل.
الموازنة في توزيع الخدمة تتطلب أن يكون المواطن شريكاً أساسياً فيها، والمسؤولية ينبغي أن لا تقع على شركة الكهرباء لوحدها في معالجات طوارئ الاستهلاك العالي، المواطن بإمكانه الترشيد إلى الحد المعقول الذي يسمح لأخيه في أقصى الشمال أن ينال قسطاً من خدمة الكهرباء في نهار ساخن.
لا أعرف لماذا لا تفكِّر وزارة الكهرباء أو شركة التوزيع في أن يكون المواطن صاحب قرار التوزيع من خلال اطلاعه على موقف الإمداد وتبصيره بضرورة الترشيد والتعاطي مع التوجيهات التي تصدر بخصوص الاستهلاك، الآن في منزل واحد تجد (3) مكيفات أو (4) تعمل جميعها في وقت واحد وبعض الأحياء تعاني انعدام الخدمة.
والسؤال البديهي الذي ينبغي أن نقف عنده، لماذا يزداد الاستهلاك في هذا الشهر؟ .. الإجابة هي أن ساعات الاستهلاك للكهرباء بالوزارات والمؤسسات تتواصل مع بعضها إلى ما بعد انتهاء الدوام إلى قرب موعد الأذان، ذات الشخص الذي يمكنه اللحاق بمنزله في وقت معقول ومشاركة بعض أفراد أسرته في المكيف مثلاً، يظل موجوداً في المؤسسة الحكومية لساعتين أو ثلاث يرتفع فيه معدل الاستهلاك بصورة جنونية سيما وأن أجهزة التكييف والتبريد في المؤسسات دائماً ما تكون متطورة وتحتاج لصرف أكبر، تخيل أن هذا النموذج يحدث لأكثر من ثلاثة أشخاص في أسرة واحدة يومياً باستثناء الجمعة والسبت ماذا تتوقعون أن تكون نسبة الاستهلاك؟ مؤكداً أنها سترتفع ارتفاعاً كبيراً يولد العدم.
وزارة الكهرباء وشركة التوزيع تحتاج لبرنامج إرشادي وتوعوي إعلامي مباشر للمستهلك حتى تسهل عملية الموازنة في توزيع الخدمة، وتحقق استجابة في ترشيد الاستهلاك، تحتاج أيضا أن تحصل على قرار من مجلس الوزراء بتقليل الاستهلاك في المؤسسات الحكومة وإغلاقها ومنع النوم واستخدام المكيفات ما بعد ساعات الدوام اللهم إلا للمناوبين، بذلك يمكن أن نعبر صيف هذا العام بسلام وأمان والله المستعان.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية