ولنا رأي

تسرب النواب والطلاب

شكا بروفيسور “إبراهيم أحمد” رئيس البرلمان من تسرب النواب من الجلسات رغم أن البرلمان لم تمض  على استئناف جلساته إلا أيام قليلة، ولو علم الشعب أن النواب الذين يعول عليهم في حل قضاياه يفعلون ذلك لما انتخبهم أصلاً، فالنائب بعد أن يصل إلى مبتغاه بدخول قبة البرلمان ما يجري داخلها لا شأن له به، فالهمّ الأول تحقيق مكاسبهم الخاصة.. والبروفيسور “إبراهيم” لن يخرج من طوره إلا إذا وصل الأمر الحد.
ونواب البرلمان بتسربهم هذا يشبهون حال طلبة المدارس الذين يتسربون من الحصص الدراسية بغرض التسكع في الطرقات أو الذهاب إلى النيل، لكن وجه الاختلاف بين النواب وطلبة المدارس أن الطلاب قد يملون من الدراسة، لكن النواب يتسربون لقضاء احتياجاتهم التي يريدون تحقيقها من وراء هذا الموقع، وإلا فما السبب الذي يدفعهم لترك مهمتهم الضرورية إلى قضايا خاصة وهم أساساً انتخبوا بغرض حل مشاكل المواطنين، يراقبون الجهاز التنفيذي، ولم ينتخبهم ليتسربوا من الجلسات الأساسية المهمة في التصويت على مواضيع مهمة.
والبروف “إبراهيم” يمكنه حل مشكلة النواب بأن يعاملهم معاملة تلاميذ المدارس بالعقاب أو خصم يومين على كل جلسة يتغيب عنها النائب، وإذا تكرر الأمر يمكن تغيير اللوائح والقوانين بفصل النائب الذي يغيب عن الجلسات ويحسب عددها.
العضو البرلماني هو الذي ينوب عن الشعب في كثير من قضاياه، لكن أن تكون مهمة البرلماني حل قضاياه الخاصة وترك المهمة الأساسية التي دخل من أجلها قبة البرلمان فهذا أمر لا يستقيم، ولو كان حديث رئيس البرلمان بعد عام من بداية الجلسات لكان بالإمكان إيجاد عذر، ولكن هذا حدث بعد أسبوع تقريباً من استئناف المجلس لجلساته.. وهذا أمر يدعو للحيرة والدهشة، ويدعو للمراجعة من قبل النواب أنفسهم وليس من قبل رئيس البرلمان.
وقد لاحظت في أول جلسة للبرلمان في دورة الانعقاد الخامسة الأيام الماضية، عقب خطاب السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء الفريق أول ركن “بكري حسن صالح”، أن عدداً من النواب ما أن انتهى رئيس الوزراء من تقديم برنامج الحكومة حتى طلبوا الإذن بالمغادرة ولم ينتظروا المداولات حول الخطاب، بينما هناك عدد من النواب دخلوا قبة البرلمان بعد أن بدأ النائب الأول تلاوة خطابه، وهذا يؤكد عدم الانضباط من جانبهم إن كانوا من النواب القدامى أو الجدد، وإن كنت أشك أن التسرب من الجدد، فأهلنا يقولون لكل جديد لذة، والنواب الجدد لم يتعرفوا حتى الآن على طرق التسرب، وقد لاحظت مداعبة الدكتور “نافع علي نافع” لبعض النواب والوزراء الجدد عندما التفت إليهم قائلاً: (الليلة إنتو بتكونوا بايتين هنا من أمس) في إشارة إلى أن (الجديد شديد)، فالبرلمان السوداني نصفه من أعضاء المؤتمر الوطني، وهم الأحرص على حضور الجلسات ومتابعتها.. ولكن لا ندري من هم المتسربون هل من الأحزاب الأخرى أم الحركات المسلحة؟ فلابد لرئيس البرلمان أن يحددهم وكل عضو مكتوب رقمه أمام مقعده، فإذا حدث أي نوع من التسرب يكون معروفاً باسمه وإلى أية جهة ينتمي، وبذلك نكون قد فضحنا المتسربين، وما على رئيس البرلمان إلا أن يذكر اسم من غادروا الجلسات وبذلك نكون قفلنا الباب عليهم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية