ولنا رأي

من هنا تبدأ النهضة!!

تنهض الأمم بالعزيمة والإصرار أياً كان هذا الإصرار من قائد الدولة أو والي الولاية أو المحافظ أو أي شيء، شخص يستطيع أن يحرِّك دواخل البشر للمصلحة العامة، فقد لمسنا هذا في والي ولاية شمال كردفان مولانا “أحمد محمد هارون” استطاع من خلال النفير الذي بدأه قبل سنوات قليلة أن يغيِّر ملامح المدينة بهمته وهمة مواطني الولاية. لقد شهدنا نهضة قلَّ أن تجدها في ولاياتنا المختلفة، وخلال فترة زمنية محددة، لقد وقفنا على إعادة إنشاء مسجد المدينة العتيق الذي أسس في العام1897م، وجرى تجديده خمس مرات كان آخرها العام قبل الماضي والذي افتتحه رئيس الجمهورية لن يصدق أحد أن عملية التجديد قد تمت في زمن قياسي، وبدلاً من أداء المصلين خارج حرم المسجد، الآن المسجد بعد إعادة التأهيل يسع لستة آلاف مصلى، بدلاً عن ستمائة ألف، ولم تقف النهضة على المسجد، فقد أقيم مستشفى على أحدث طراز سمي باسم مستشفى الضمان الاجتماعي، ويسع لمائتين سرير ثم مستشفى الطوارئ وهو خصص للحالات الطارئة. مدينة الأبيض كانت تعاني من أزمة مياه حادة وبفضل الجهود التي قام بها الوالي وطاقم النفير، لقد وقفنا على محطة مياه بارا التي تم حفر اثنين وعشرين بئراً، الفترة الماضية، إضافة إلى أكثر من عشرين أخرى، وتغطي الكمية احتياجات مدينة الأبيض، إذ أن محطة بارا تنتج أربعين ألف متر مكعب، من المياه، فيما تستهلك المدينة حوالي اثنين وأربعين ألف متر مكعب، في اليوم وهذه الكمية تضاف إليها ما يقارب الثلاثين ألف متر مكعب، من المياه السطحية وكل هذا بمجهود الجهات المسؤولة بولاية شمال كردفان من خلال النفرة التي انتظمت كل أرجاء الولاية، وما لفت نظري في مدينة الأبيض هذا الهدوء في الشارع العام وفي الأسواق المدينة خالية من الضوضاء حتى المواصلات العامة خالية من الزحام والمواطن يجد مقعده في أي مركبة تقله إلى المنطقة التي يقطنها، وهذا يؤكد مشاركة الجميع في نهضة الولاية التي قيل البعض أنها مهمَّشة أو مهملة.
ولاية شمال كردفان ستكون مثالاً لكل والٍ يريد أن يقدم خدمة لولايته من حيث الأمن والاستقرار وتوفير احتياجات المواطنين الضرورية، فالقائد هو الذي يلهم شعبه ولنا في “أحمد هارون” أسوة فقد استطاع أن يحرك مواطني ولايته ودفعهم إلى هذا النفير الذي فجر الطاقات بداخلهم، فمن يصدق أن طريق أم درمان بارا الذي تعاقب عليه العديد من الولاة وظل في مكانه، الآن من خلال النفير تجاوز أكثر من مائة كيلو متراً وقارب الطريق أن ينتهي وربما يشهد شهر سبتمبر القادم افتتاحه. ولولا همة القائد لما تشجع المواطنون على العمل وكذا الحال في مياه الشرب التي كانت معضلة لسكان ولاية شمال كردفان وبالأخص مدينة الأبيض، ها هي تنعم الآن بالاستقرار المائي، وستجد المحصولات الزراعية بعد اكتمال الطريق طريقاً إلى الأسواق الداخلية خاصة مدن أم درمان والخرطوم، فما قدمه الوالي “هارون” يعتبر معجزة في عمليات النهضة والبناء والاستقرار، فالسودان دولة حباها المولى بخيرات كثيرة فقط تحتاج إلى القائد الملهم وها هو “هارون” يبدأ النهضة من شمال كردفان فهل بقية الولاة يسيرون على دربه؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية