رأي

مسألة مستعجلة

 انقلب السحر على الساحر
نجل الدين ادم
بالفعل انقلب السحر على الساحر والبعض من حركات دارفور المسلحة تحاول ممارسة عملية بعث الأرواح من جديد بعد أن قبرت هذه الحركات تماماً، ولكنها ارتدت عليهم وكان الموت لهم.
 لم يكن هجوم حركات دارفور المسلحة التي ترتزق في دولتي ليبيا وفي جنوب السودان، على بعض المناطق بولايات دارفور سوى انتحار، وهم يحاولون تسجيل الهزيمة على قواتنا المسلحة والدعم السريع، والقوات المسلحة الأخرى، إلا أن الضربة عادت لهم رغم المباغتة.
أرادت هذه الحركات وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة، أن تحدث فرقعة إعلامية بعملتها هذه، لترسل رسائل في هذا التوقيت بالذات والذي يزحف في اتجاه رفع العقوبات الأمريكية في صورتها النهائية، ليقولوا (نحن موجودون)، وليقولوا إن الحرب في دارفور ما تزال مستمرة.
ومن أقدار الزمان أن الحركات نصبت لنفسها كمين النهاية وهي لا تعلم أن هناك أعين ساهرة تحمي المواطن والوطن.
لم يشفع لهذه الحركات الدعم الليبي الكبير الذي قدم وتم توفيره لها، ولا الدعم الذي ظلت توفره لها دولة جنوب السودان التي لا تقوى على إغاثة أهلها مستكثرة عليهم ذلك، ليذهب الدعم لهذه الحركات السالبة، والسؤال المنطقي.. ما المقابل من هذا الموقف؟
بالفعل كانت رسالة الرد أبلغ من قواتنا المسلحة والدعم السريع والقوات الأخرى، وهي تكبدهم الخسائر الفادحة وتقبرهم كما حدث من قبل لحركة العدل والمساواة في قوز دنقو.
التحية لقواتنا الباسلة على هذين الانتصارين، العسكري والسياسي الكبيرين.
ظنت الحركات المسلحة ومن يسندها أن هذه الفرقعات التي حدثت يمكن أن تتسلل إلى أذهان السادة الأمريكان ليقرروا بعد ذلك عدم رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان، ولكنها السذاجة بعينها.
واشنطن ليست فصيلاً مسلحاً أو حركة حملتها الأقدار حتى تتعامل بهذا النهج، بل هي دولة مؤسسة لا تربط مصائر الأشياء بردة الفعل، بل تختار لنفسها طريقاً آخر يفتح النوافذ.
أتمنى أن تكون هذه الحركات المسلحة قد وعت الدرس تماماً، وأن تعلي من المصالح العليا وتعود إلى رشدها.. والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية