(شنو الما اترفع) يا دكتور !!
عاد الدكتور “الحاج آدم” أستاذ الهندسة بجامعة الخرطوم، نائب رئيس الجمهورية السابق إلى طريقته الاستفزازية للشعب، وطالب برفع الدعم عن السلع نهائياً، وطالب بإعادة النظر في سياسة الدعم ومرتبات العاملين باعتبار أن 90 في المئة، منها للإعاشة. حديث الدكتور “آدم” كان حول تقرير قدم للبرلمان، وطالب بوقف مرتبات المؤسسات غير المنتجة.
الدكتور “الحاج آدم” لم يعرف أن الدولة رفعت الدعم نهائياً عن السلع وعن المحروقات وعن الغاز وعن كل شيء يحتاج إلى الدعم. هل “الحاج آدم” دخل البرلمان اليوم، أم أنه لم يسمع بمناقشة رفع المحروقات التي كادت أن تعصف بالحكومة في أحداث سبتمبر؟ ولم يسمع بأن البرلمان صادق على رفع الدعم نهائياً عن الغاز الذي أصبح سعر الأسطوانة الآن ما يقارب المائة وخمسين جنيهاً، بدلاً من عشرين أو ستة وعشرين جنيهاً، أو تسعة جنيهات، في بداية الإنتاج في العام 1999م، تقريباً، وهل يدرك الدكتور أن سعر جالون البنزين الآن وصل إلى ثلاثين جنيهاً، والجازولين أيضاً رفع عنه الدعم.. يا دكتور لم يبق شيء لم يرفع عنه الدعم إلا المواطن السوداني، فما زال سلعة رخيصة في كل الأسواق الداخلية والخارجية، فالمواطن يقتل وهو يهم بالدخول إلى دولة الكيان الصهيوني فتتصدى له القوات الأمنية المصرية فتطلق عليه النار ولا أحد يتقدم بشكوى ضد مرتكبي هذه الجريمة ولا سفارتنا ولا قنصليتنا تصدت إلى هذه الجريمة النكراء.. ألم أقل لك يا سعادة الدكتور لم يصبح هناك شيء لم يتم رفعه، إلا المواطن السوداني فهو مازال رخيصاً. يا دكتور لو ذهبت إلى الأسواق لشراء احتياجاتك المنزلية لعرفت أن كانت الدولة رفعت الدعم عن كل السلع الضرورية أم لا، ولو كنت تذهب إلى الأسواق لعرفت أن سعر أنبوبة الغاز، قد وصل إلى مائة وخمسين جنيهاً، بدلاً من الأسعار قبل رفع الدعم. ما الذي يتم رفعة مرة أخرى؟. هل تعلم كم رطل اللبن، وكم سعر رطل الشاي والسكر وغيرها من الاحتياجات الضرورية التي يحتاج إليها المواطن؟. وقلتم لمن (جيتوا) قبل المفاصلة جينا عشان نرفع المواطن ونأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع، أين كل هذا اليوم؟ فبعد أن أرهقت المواطن الفواتير المتعددة من علاج وتعليم وزيادات متواصلة كل يوم، حتى الصابونة التي تحدثت عنها بأن المواطنين كانوا يتقاسموها قبل مجيء الإنقاذ، كم تعلم سعر الصابونة الآن؟. الدكتور كلما صمت دهرًا يأتي إلينا بأشياء كأننا لم نعش الزمن الجميل في السودان. ذكرت قبل فترة يا دكتور أن المواطن كان لديه قميص قميصين، الآن الدواليب مليانة بالقمصان، ألم تعلم يا دكتور أن المواطن السوداني كان يلبس من أرقى محلات الأزياء في باريس ولندن ولبنان والقاهرة قبل أن تفتح الأسواق في السعودية ودبي اليوم. ألم تعلم يا دكتور أن مهنة التدريس التي امتهنتها قبل السياسة كانت من أرقى المهن، وكان المعلم تتغنى الفتيات باسمه وبزيه الجميل (يا الماشي لي باريس جيب لي معاك عريس شرطاً يكون لبيس من هيئة التدريس)، وظلت تلك الأغاني تمجد المعلم بأناقته وجماله، فأين المعلم اليوم؟. دائماً يا دكتور تحاول أن تستفز المواطن الذي كان سبباً في تعليمك مجاناً..والآن تريد أن يرفع عنه الدعم من كل السلع التي يحتاج إليها وأنتم أصلاً جئتم لرفع الظلم والجوع والفقر عن كاهله.. الآن تأتي لتطالب بزيادة معاناته. ماذا قدمت لهذا المواطن، وأنت على سدة الحكم نائباً للرئيس؟. هل وقفت إلى جانبه وطالبت بمعالجات غير رفع الدعم الذي يزيد من معاناته؟. فيا دكتور هذه اللغة حذَّرت منها الدكتورة “سعاد الفاتح”، فأترك المواطن في حاله، فإن كانت الوزارات قد امتلأت فانتظر الانتخابات القادمة.