قطر تستحق الثناء (يا ريس) !!
في زيارته إلى دولة قطر الشقيقة الأيام الماضية أثنى المشير “عمر البشير” رئيس الجمهورية في حوار أجرته معه صحيفة الشرق القطرية على الدور الكبير الذي قامت به قطر تجاه السودان خاصة بعد انفصال الجنوب ودعمها لقضية دارفور وتحملها كدولة وشعب للوجود الدارفوري خلال اجتماعات وحوارات استمرت لثلاث سنوات، تقريباً لم تكن الدولة ولا الشعب بهذا الوجود الكثيف من أبناء السودان، وقد حاولت جهات كثيرة أن تفشل عملية السلام التي ابتدرتها دولة قطر تمويلاً واستضافة، ولكن بصبر وحكمة القيادة القطرية من سمو الأمير الأب “حمد بن خليفة” إلى سمو الأمير “تميم بن حمد آل خليفة” حتى تكللت جهودهم بتوقيع سلام دارفور في العاصمة القطرية الدوحة في العام 2011 م. إن دولة قطر لم تكن دولة عادية، بل كانت تمثل أمة كاملة وما قدمته للسودان خلال الفترة الماضية لم تقدمه أي دولة، بل كانت تتكالب بعض الدول لإسقاط النظام في السودان إلا قطر التي كان قلبها على السودان وأهله. إن ثناء السيد رئيس الجمهورية خلال زيارته لها لم يقل إلا الحق، لأن ما قدمته من دعم مادي وعيني يستحق هذا الثناء والشكر ومن لا يشكر الله لا يشكر الناس، وقطر ظلت تحتضن الجالية السودانية منذ عشرات السنين ولم نسمع يوماً من أي فرد من أفراد الجالية السودانية هناك قد تعرض للذلة أو الإهانة من الكفلاء القطريين، بل كانوا عوناً ومساعدة لهم، فكم من مواطن سوداني هضمت حقوقه في ديار الاغتراب، إلا قطر فأهلها يخافون الله ويعملون بالحديث النبوي أعطي الأجير حقه قبل أن يجف عرقه.. فهل هناك من يعمل بذلك حتى من قبل السودانيين أنفسهم. أذكر أنني قد بدأت إجراءات تعاقد في إحدى الصحف القطرية في بداية الألفينات وظللت أعمل ولكن قبل أن تكتمل الإجراءات وقعت مؤامرة ضدي من أحد الجاليات التي تخشى ضياع الرزق، ولو كان يعلم أن الأرزاق بيد الله لما تجرأ على ذلك، وقد كانت إدارة الجريدة في قمة الاحترام فأخذت حقوقي في ثوانٍ، فهل بالإمكان أن يأخذ شخص حقه المالي من أي جهة اختلف معها في ثوانٍ، هؤلاء هم أهل قطر تربية دينية وقمة في التهذيب، ويحق لرئيس الجمهورية أن يحتفظ بتلك العلاقات المميزة مع قياداتها وأمرائها لأنهم فعلاً يستحقون الثناء والإشادة بالدور الذي لعبوه مع السودان والوقفة الرجولية التي وقفوها معنا كشعب وكحكومة، ولا أنسى هنا مواقف السفير والأخ الصديق “علي بن حسن الحمادي” سفير قطر السابق الذي ظل لثماني سنوات، سفيراً لبلاده، فكان أنموذجاً للسفير الناجح وصاحب العلاقات الاجتماعية المميزة، فقد خلق لقطر أرضية طيبة مع معظم أهل السودان، واستجلب عدداً كبيراً من المستثمرين القطريين، وها هي الديار القطرية تقف شامخة على ضفة النيل الأزرق وكلها بجهود هذا السفير الذي ظل يعمل في صمت، وامتد حبه لهذا الوطن وأهله مما دفعه أن يستثمر أمواله في هذا البلد الطيب كما يقول، ولم يتضجر من معاملات بعض الجهات المسؤولة بالاستثمار، فصبر حتى أتت استثماراته أكلها، ولهذا البلد من فواكه وحيوان وعشب وغيرها من الاستثمارات التي ينتفع بها أهل السودان أولاً قبل قطر، لذا فإن دولة قطر تستحق من رئيس الجمهورية ومن الشعب السوداني أن يقلدها الأوسمة والنياشين لما تقوم به تجاه السودان والجالية الموجودة هناك.