الشعبي دخل الحكومة !!
بعد حالة من الترقب والتوجس حسم المؤتمر الشعبي أمر مشاركته في الحكومة وأخيراً وحسب التسريبات التي حصلت عليها الصحف مولانا إبراهيم السنوسي الأمين العام السابق المكلف بالمؤتمر الشعبي، يتولى الحقائب الوزارية منذ المفاصلة بين المؤتمرين الوطني والشعبي ويشاركه الأستاذ “كمال عمر” الذي عكر الأجواء في الفترة بقضية زواج التراضي والدكتورة “بدرية سليمان” والاتهامات التي سيقت بأنها زورت في بعض التعديلات الدستورية.
المؤتمر الوطني صبر كثيراً على المؤتمر الشعبي بل صبرت الأحزاب السياسية في انتظار المؤتمر الشعبي حسمه أمر مشاركته في الحكومة من عدمها، ولكن الشعبي جاء بإستراتيجية جديدة في تلك المشاركة ولم يرضَ كما الأحزاب الأخرى التي رضيت بما منحها لها الوطني من وزارات أو أعضاء في البرلمان أو وزراء ولائيين، فالشعبي كان يريد نص الكيكة باعتباره واحداً من الذين أسسوا الإنقاذ وإذا حدث اختلاف فيما بينهم فهذا لا يعني أن يرضوا بأي شيء وهم أصحاب الجلد والرأس.. ومشاركتهم ينبغي أن تكون بوزنهم وهذا فهم مختلف تماماً عن بقية الأحزاب التي دخلت من أجل الاستيزار فقط أو مصالحة النظام من أجل هذه الكيكة ..الشعبي ظل يفاوض الوطني حتى ظن البعض أن الشعبي لن يشارك لأن الوطني لن يمنحه كل ما يريد، ولذلك تأخر إعلان التشكيل الوزاري فترة طويلة وتعطلت الحياة بهذا السبب بل جعل كل شخص يعمل بمفرده خاصة التجار الذين لا حسيب ولا رقيب عليهم، فبدأوا يرفعون الأسعار بطريقتهم الخاصة طالما الحكومة مشغولة بالمفاوضات مع الأحزاب، وإلى حين تشكيل الحكومة يكون التاجر قد ربح عشرات المرات في السلعة الواحدة وهذا سر التضارب الآن في الأسعار في الأسواق، لأن الحكومة مشغولة بقضايا أخرى وما فاضية لمحاسبة زيد أو عبيد والمواطن الغلبان ما عنده حيلة ولن يستطيع أن يؤخر شراء السكر أو اللبن أو الخضروات، وهؤلاء استغلوا فرصة هذا الانشغال بالتشكيل الجديد وعملوا في المواطن ما عملوا ولكن بعد التشكيل الحكومي ماذا سيفعل المؤتمر الشعبي بعد طول غياب من الممارسة في الجهازين التشريعي والتنفيذي، هل الجلوس في كراسي المعارضة طوال تلك الفترة جعلهم يقرأون المشهد تماماً؟ هل سينظرون إلى حال الغلابة من المواطنين بالمنظار الذي كانوا عليه قبل تذوق حلاوة الحكم من جديد أم العاطفة موجودة لديهم وهم على سدة الحكم، وكيف سيتعامل الشعبي مع الوطني داخل الحكومة هل ستكون هناك مناقرات أم أن الجلوس في الكراسي الفارغة لفترة من الزمن جعلهم ينظرون إلى الحياة بمنظار مختلف ..وسوف يتعاملون مع واقع اليوم وليس واقع الأمس ..وستكون المشاركة فرصة لترتيب الأوضاع من جديد والاستعداد لانتخابات 2020 وهم أكثر قوة ومنعة كما فعلت الجبهة الإسلامية القومية، عندما شاركت نظام مايو وقتها وأصبحت بعد ذلك قوة ضاربة اكتسحت كل دوائر الخريجين وبعض الدوائر القومية، وأصبح لها المال الذي يجعلها تقف على رجليها.. هل المؤتمر الشعبي سيكرر تلك التجربة من خلال مشاركته في هذه الحكومة ربما وقيادات الشعبي كان لها السبق في ذلك أمثال الشيخ “السنوسي” والدكتور “علي الحاج” وآخرون من قيادات الصف الأول أو الثاني في الشعبي، فالمرحلة القادمة مهمة جداً للوطني والشعبي خاصة في انتخابات 2020 والاثنان يعرفان بعض جيداً.