رأي

مسالة مستعجلة

بعد أن تكشفت ملامح التشكيل الوزاري
نجل الدين ادم
أخيراً تكشفت ملامح التشكيل الوزاري لحكومة الوفاق الوطني والتي ستستمر حتى 2020م، ويقع على عاتقها تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الذي شاركت فيه عدد من القوى السياسية والشخصيات القومية والحركات المسلحة.
وقت طويل استغرقته مشاورات التشكيل الوزاري للدرجة التي ضاق بها صدر البعض ممن شاركوا في الحوار من طول الانتظار، ولكن هذه التأخير ينطوي في المصلحة العامة، حيث أنه كلما توافقت الأطراف المشاركة والحكومة على رؤية المشاركة والشخصيات التي تم الدفع بها، كلما كانت المحصلة إيجابية ودافعة لتنفيذ المخرجات والتهيئة للانتخابات المقبلة.
حزب المؤتمر الشعبي كان الأكثر تعنتاً من بين الأحزاب في أمر المشاركة، وقد وضع جملة من الشروط بغية مشاركته لدرجة أنها كادت أن تعصف بعملية المشاركة وخروجه من عملية الحوار وعدم المشاركة في الحكومة.
حجم القابلية في تجاوز العقبات من قبل حزب المؤتمر الوطني الحاكم هو ما سهل عملية تجاوز هذه الأزمة التي أدت إلى سخط عدد من الأحزاب التي وقفت في رصيف المشاركة لوقت طويل أملاً في أن ينزل الشعبي من سقف المطالب ويتوصل إلى اتفاق مع الحكومة بالخصوص.
ما يحسب لحزب المؤتمر الشعبي دون غيره رغم التعنت كان مبدأ تركيزه على تسمية الحقائب الوزارية المخصصة له، قبل الموافقة على عددها، فكان فهماً متقدماً رغم أن المؤتمر الوطني انتهج مع بقية الأحزاب سياسية تحديد الحصص الوزارية دون كشفها، لكن حالة المؤتمر الشعبي كانت مختلفة، وبالفعل كان له ما أراد، الأمر الذي جعله يضع شروط الترشيح بعد تحديد الحصة ونوعها، ولعل الشعبي كان ينظر إلى أنه لا بد أن يكون كل شخص في المكان المناسب، وأن يكون التخصص حاضراً في عملية الاختيار.
تغييرات طفيفة في الحقائب الخاصة بالمؤتمر الوطني، والذي فقد (50%) منها، وأيضاً هذا الإصرار على التمسك ببعض الوجوه لأسباب جوهرية، منها إمساك البعض من الوزراء الذين سيبقى عليهم بملفات مهمة وشائكة تحتاج لقدر كبير من المتابعة، سيما وأن أي تغيير في هذا الأمر سيجعل القادم الجديد يبدأ من نقطة الصفر فيمر بمحطة استيعاب الملف والتعاطي معه من بعد ذلك يكون الانطلاق إلى الأمام.
مهمة الحكومة القادمة بأي حال من الأحوال هي مهمة عسيرة وصعبة وبالغة التعقيد، سيما أنها منوط بها وضع الأساس للانتقال إلى مرحلة جديدة من العمل السياسي، لذلك فإن التوافق مهم بقدر كبير حتى تستطيع الحكومة العبور بهذه المرحلة إلى بر الأمان ويتحقق التحوُّل المنشود الذي جلست من أجله كل القوى السياسية وغير السياسية في الحوار الوطني، والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية