ولنا رأي

يا الشرطة حددي الهدف!!

كثير ما تصدر أوامر من الأجهزة الشرطية لمداهمة وكر من أوكار الجريمة أو أي موقع يشتبه فيه بممارسة أي عمل تعتبره الأجهزة الشرطية والأمنية مخالفة، ولكن قبل أن تقتحم تلك القوى الأماكن يجب أن تكون القوى المنوط بها هذا العمل على مستوى عالٍ من الخبرة والدراية بالجهة المقصودة قبل أن تقع في المكان الخطأ وتكون النتيجة عكسية.
 قبل يومين وبمدينة الثورة نفذت قوى من الشرطة أو المباحث أو أي جهة أمنية مكلفة بعملها، ولكن تلك القوى قبل أن تتحرى الدقة في المكان المقصود اقتحمت داراً ليست هي المقصودة، فهجمت تلك القوى على المنزل بدون استئذان أو طرق الباب أو تقديم أمر التفتيش، نط أحد أفراد تلك القوى المنزل بجرأة شديدة وفتح الباب للبقية فدخلت فروَّعت النساء والأطفال ولم تراع لحرمة المنزل ولا منحت النساء لبس ما يسترهن، خاصة وأن تهجمهم ليس صحيحاً، وحتى لو كان صحيحاً كان من المفترض أن يقدم هذا الشخص أمر التفتيش حتى يكون أهل المنزل على علم بالجرم الذي اغترفوه، وبموجبه جاء التفتيش فلم تكن النخوة السودانية موجودة ولا الدين الذي يمنع دخول المنازل بدون استئذان، وحتى لغة الحديث لم تكن بالمستوى الذي يليق بنا كسودانيين، ماذا تفعل فتاة في مقتبل العمر وهي ترى مجموعة من الرجال ينطون عليها المنزل، من الطبيعي أن تصرخ وتكورك وتجري؟. ماذا كان ينتظر أولئك منها؟. هل نستقبلهم بالورود والأطعمة والشربات؟. هذه حالة يجب على الجهات الأمنية أن تتأكد من أن منسوبيها يقومون بعملهم بالطريقة الصحيحة، نحن لسنا ضد القانون، ونأمل أن تكون بلادنا معافاة من أي جريمة، ولكن بالطرق الصحيحة فأمريكا وروسيا تستخدمان الأسلحة الفتاكة وتلقيان القنابل من ارتفاع ثلاثين ألف قدم، وتصيبان الهدف، فكيف بهذه الأجهزة وهي على الأرض لا تستطيع أن تحدد المنزل المراد اقتحامه، فتقتحم منزلاً ليس المقصود وتروِّع السكان، ولم تعط فرصة لمعرفة المقصود من هذا الاقتحام؟، وعندما تنبه أحدهم أن المنزل ليس المقصود انسحب البعض وحتى يغطوا على خجلهم حاولوا أن يفتشوا المنزل حتى ولو لم يكن المقصود إدعاء في الفاضي، نحن في دولة الإسلام والشريعة، ولكن أين الشريعة؟. وكيف يسمح لأولئك بدخول المنازل بدون وجه حق؟. أم أنها شريعة نميري التي قال: نحن بنط الحيطة، ولم يتعظوا من سيدنا “عمر” عندما دخل على الرجل منزله وهو يتعاطى الخمر فقال الرجل قولته لسيدنا “عمر”.
أذكر في بداية الإنقاذ اقتحم عليَّ أفراد من الشرطة المنزل بحجة أن هناك بلاغ عن كميات من الصابون مخبأة به، فأدخلته للتفتيش، وأن كان هناك صابون بالتأكيد يكون في عبوات بالكراتين، ولكن تخيلوا أين كان يبحث هؤلاء؟ كانوا يبحثون في الدولاب، وأدخل أحدهم يده في جيب البدلة، هل  يبحث عن الصابون أو عن صابون آخر، فقلت له: هل تبحث عن صابون بدرة في جيب البدلة، أم أن البلاغ عن صابون آخر؟. نحن لسنا ضد القانون ولكن يجب أن ينفذ القانون بالطريقة الصحيحة وضد المخالفين وليس ضد الآمنين في منازلهم، ونتقدم بهذه الزاوية للسيد مدير عام الشرطة الفريق أول “هاشم الحسين” ونائبه الفريق حقوقي “علي محمد علي” ولوزير الداخلية بالإنابة “بابكر دقنة” لرد حقوق المواطنين من أولئك الأشخاص الذين ائتمنكم الله على توفير الأمن لهم بدلاً من ترويعهم وتخويفهم بدون ذنب. ومن الذي يعيد لهم سمعتهم بعد ذلك جراء ما اغترفوا من ذنب؟.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية