ولنا رأي

هل من حرب عالمية ثالثة؟

بعد الربيع العربي الذي أحدث تغييراً كبيراً في الحكام العرب، اعتقد البعض أن تلك التغييرات سوف تساهم في استقرارها ولكن كانت النتيجة عكس التوقعات، فالتهبت معظم دول الربيع العربي وظلت الصراعات بين القادمين الجدد الذين يمنون النفس بحكم تلك البلاد، فحلاوة الحكم لم تدع لهم فرصة للانفراد والسيطرة الكاملة بالدولة، وها هي ليبيا تدمر يوماً بعد يوم، ولم تستقر الأحوال فيها، أما سوريا فأصبحت حقل تجارب لإيران وروسيا، وحتى أمريكا تدخلت بقاذفاتها المدمرة، وهرب السكان إلى الدول المجاورة العربية منها، ومنهم من غادر إلى الدول الأوربية، والعالم في هذه الحالة غير المستقرة في منطقة الشرق الأوسط، فإذا بالأوضاع تنذر بحرب عالمية ثالثة تقودها كوريا الشمالية مع الولايات المتحدة الأمريكية، واستعدت كوريا لهذه الحرب وأخرجت معظم أسلحتها في عملية استعراضية لم نشهدها قريباً ولا في دول الربيع العربي، فكوريا تمتلك ترسانة حربية مخيفة قدمتها في مشهد يبث الرعب في قلب كل من تحدثه نفسه بالدخول معها في حرب، وربما هذا الاستعراض الحربي هو محاولة لإخافة الولايات المتحدة الأمريكية أن حاولت أن تستخدم القوة معها أو ربما تحذرها من أي تقدم لها في المنطقة.
إن الرئيس الكوري الشمالي واحد من الشباب ولا يقل عن الرئيس الأمريكي “ترمب” في عملية التهور، فما قام به الآن من عمليات استعراضية هي فتونة شباب، وليس رئيس دولة يلتزم بالمواثيق الدولية، فاستخدام تلك الآلة الحربية الفتاكة إذا استخدمت ستكون كارثة على الدولة نفسها والعالم أجمع، وهناك حلفاء لكل من الطرفين إذا ما اندلعت تلك الحرب، وقد سجل لنا التاريخ كيف أحاق الدمار والخراب العالم في الحربين العالميتين، وكيف تضرر العالم منهما، وما زالت آثارهما باقية على بعض شعوب المنطقة، لذا لابد أن يكون هنالك حكماء ينزعون فتيل الحرب بين الدول قبل أن تحل الكارثة على الجميع، لأن الحرب لو قامت فلن تبقى شيء على البسيطة، وها هي الدول العربية التي حدث فيها الصراع بين أبناء الدولة الواحدة لم تهدأ، فكيف يكون الحال إذا ما اندلعت حرب كان أطرافها العديد من الدول والحلفاء، بالتأكيد الخراب والدمار سيطال الجميع.
 أمريكا الآن هي سيدة العالم، ولكن الدول الصغرى لن ترضى بأي محاولات اعتداء عليها خاصة مثل كوريا الشمالية التي ظلت لفترة طويلة تعمل على تسليح نفسها تحسباً إلى أي محاولة هجوم من جارتها كوريا الجنوبية أو حالة استعداء من قبل أمريكا الآن.
العالم ملتهب في كل أجزائه، فإذا لم يكن هناك حكماء وعقلاء فالحرب لا محالة قائمة، وإذا قامت فلن تستثنى دولة دون الأخرى.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية