رأي

عابر سبيل

ماذا يعني تدخل “سلفاكير” في الموضوع؟
ابراهيم دقش
     أثار حديث وزير الخارجية الروسي عن ضغوط أمريكا لانفصال جنوب السودان، ردود فعل مختلفة إلا صاحب الشأن – المؤتمر الوطني – الذي قنع بالصمت أو التجاهل التام للموضوع خاصة بعد أن وجهت انتقادات لبعض منسوبيه، على أساس تعاملهم مع الانفصال بعدم اكتراث وانصرافهم لبناء الذات.
     في العام الماضي دعتني الأكاديمية العسكرية والأمنية بسلطنة عمان لتقديم محاضرتين عن القرن الأفريقي والاتحاد الأفريقي، وخلال المحاضرة استأذنني (لواء) من الحاضرين في توجيه سؤال خارج الموضوع، وكان السؤال عن انفصال جنوب السودان وهل تم عن “غفلة” أم ثقة زائدة عن الحد في الرهان على الوحدة.. وشكرني الرجل على إجابتي التي لم تنقصها الصراحة وفق تحليل منطقي!!
     ويبدو أن الانفصال له (تبعات) لم نأخذها مأخذ الجد والحذر مثل بقاء قطاع الشمال متدثراً بجلباب الحركة الشعبية التي تحكم دولة جنوب السودان مع وجود فرقتين كاملتين من الجيش الشعبي داخل حدود البلاد… وقد أزعجني حقيقة ما ورد من أنباء من “جوبا” بأن رئيس دولة الجنوب، “سلفاكير ميارديت”، تدخل في آخر المطاف بعد اشتداد الصراع داخل قيادة قطاع الشمال، “وبعين قوية” عيّن نائبه تعبان دينق رئيساً “للجنة” لحل الأزمة واحتواء الخلافات.
     باختصار إن “سلفاكير” يعترف وعلناً بأن قطاع الشمال تابع لحركته الشعبية بدليل أنه يدير أمره من “جوبا” ويزوده بالمال والسلاح والعتاد والإمداد الغذائي، وها هو يعلن تكوين لجنة “جنوبية” صرفة في بلد أجنبي بالنسبة لنا للتوسط في صراع قطاع الشمال وحله… ولا أجد تفسيراً لذلك سوى أن “سلفاكير” وناسه لم يكتفوا بحق تقرير المصير وجرجة أهليهم إلى الانفصال، لأن عيونهم لا تزال معلقة بمناطق أخرى داخل السودان في جنوب كردفان والنيل الأزرق..فبعد “المحرقة” التي أدخلت فيها الحركة الشعبية شعب جنوب السودان، كان الواحد يتصور أن يستحوا ويختشوا، لكنهم في غيّهم وضلالتهم ماضون، ونحن ننظر و”نعاين” ولا نحرك ساكناً بعد أن قبلنا التفاوض مع “عقار” و”عرمان”، وخضعنا لتعاملهم مع الآلية الأفريقية رفيعة المستوى حتى أصبح الأمر واقعاً.
سبحان الله!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية