رأي

المشهد السياسي

ملفان هامان ينتظران الحسم..!
موسى يعقوب
بالنظر إلى ما هو معلن من أخبار ومعلومات فإن ملفي العلاقة بين جمهورية مصر والسودان ورفع العقاب النهائي عن السودان من قبل الإدارة الأمريكية، هما ما ينتظر البت فيه تبعاً للوقائع والمجريات، فالاجتماع بين وزيري خارجية مصر والسودان الذي تأخر وتأجل مراراً يبدو أنه سيلتئم ويفتح الطريق لما هو أكبر، لأن الحال في العلاقات غير مقبول. وقد وجدت مصر نفسها في (زنقة) سياسية ودبلوماسية وأمنية هي أدرى بها من غيرها.
وما يشار إليه في هذا المنحنى هو التعاملات المصرية مع ملف “حلايب” و”شلاتين” الذي شاءت الظروف أن يأتي إعلان رسمي من الأمم المتحدة، فيه توكيد وتخطيط يقول بأن مثلث “حلايب” تابع لجمهورية السودان، فالجمعة الماضية تحديداً كانت الأجهزة التلفازية المصرية قد نقلت مجتمعة صلاة (الجمعة) من “حلايب” وكان في ذلك استفزاز سياسي ودبلوماسي للسودانيين في “حلايب” وفي سائر البلاد السودانية، وربما أريد به أن يقال للأمم المتحدة “حلايب” مصرية..!
إن الجمهورية المصرية اليوم أدرى بحالها أمنياً واقتصادياً ودبلوماسياً، إذ فيها من الأزمات والملحقات ما يكفيها، وقد كان قبل قليل حادث الكنيستين القبطيتين المؤسف الذي استبق عيد الطائفة القبطية وجعله مناسبة للحزن، ومن ذهبوا ضحية الحادثين كثير لولا أن دينهم نهاهم عن ذلك.. فالعيد عيد وليس مناسبة للحزن.
ويسعد الحال أن الرئيس السوداني وحكومته قد قاما بإدانة الحادث وقدما العزاء للسيد الرئيس المصري وشعبه رغم ما اكتنف التواصل من رسائل إعلامية وصحفية ضارة بالعلاقات، مما جعل البعض يرد على ذلك بقوله (مصر عدو بلادي)، وهو عكس ما كان معروفاً بـ(مصر يا شقيقة..!) في الزمن الماضي، ومصر لا تنظر للسودان كعدو أو جار غير صديق ومصدر أذى للصالح السياسي والاقتصادي المصري..!
إن الملف المصري السوداني يحتاج إلى مزيد من المصداقية والعقلانية والموضوعية، وقد تبدل الحال عربياً وأفريقيا ً وعالمياً.. ومصر أدرى بذلك.
وبقي الحديث عن ملف رفع العقوبات الأمريكية على السودان والارتقاء بالعلاقات بين البلدين، وهو الملف الذي سيفتح في الأيام القليلة القادمة في “واشنطن” بين الطرفين في إطار تصريحات ومبشرات أمريكية، ونشاط سوداني دبلوماسي وسياسي واقتصادي في المنطقة العربية، أضاف لحيوية الجانب السوداني ودوره في محيطه الإقليمي.
إن للولايات المتحدة الأمريكية مصالح تود أن تحققها في المحيط الذي ينشط فيه الجانب السوداني، فالسلام والاستقرار في دولة الجنوب ودرء المجاعة هناك كلها عوامل تسعى لها الولايات المتحدة.. كما الحال بالنسبة إلى الفرص المتاحة للاستثمار في جمهورية السودان.. وغير ذلك كثير يتوقف في جملته على (ملف العقوبات الأمريكية) وطيه إلى الأبد.. الأمر الذي لم يعد مستحيلاً،  وهناك أيام قليلة ينظر بعدها في الملف الذي ينتظر الحسم أسوة بملف العلاقات المصرية السودانية.. والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية