اليوبيل الفضي للصندوق!!
يحتفل الصندوق القومي للطلاب هذه الأيام باليوبيل الفضي، أي خمسة وعشرون عاماً، من التأسيس، والطلاب هم الرمح في كل شيء، التنمية والإبداع والنهضة والبناء والإعمار، وكلمة صندوق أحياناً تتبادر إلى الذهن أنواع شتى من الصناديق، هل الصناديق العربية أم الصناديق التي نضع فيها الأشياء، أم أن هناك صناديق بعينها هي المقصودة بذلك؟.
البروفيسور “محمد عبد الله النقرابي” الأمين العام للصندوق القومي لدعم الطلاب، هو قائد تلك النهضة التي تزامنت مع ثورة التعليم العالي، فبعد أن كانت لدينا ثلاث جامعات أصبحت لدينا عشرات الجامعات، وتضم آلاف الطلاب وهؤلاء في حاجة إلى عمل كبير حتى تستمر المسيرة التعليمية والبيئية التي ينبقي أن تساعد الطلاب على التحصيل. والصندوق لم تقف فكرته على مساعدة أولئك الطلاب مادياً، وإنما تحركت لبناء مدن جامعية فاقت المائة وستين مدينة جامعية بولايات السودان المختلفة، ونعلم كيف هي المدن الجامعية وإدارتها وتهيئة البيئة فيها وعملية الضبط والربط، فانتشار التعليم بهذه الكثافة يحتاج فعلاً إلى بيئة سليمة للتحصيل، وهذه لا تتوفر إلا ببناء مثل هذه المدن الداعمة للعملية التعليمية، فاستطاع الصندوق من خلال الموارد الخاصة أو من الخيِّرين أو الصناديق الأخرى أن ينشئ هذه المدن، وركز أن تكون جلها بالولايات على الأقل، وأن تكون لدينا جامعات على مستوى عالٍ بتلك الولايات، وتوقف الهجرة إلى المدن أن كانت بغرض التعليم أو العلاج أو السفر إلى الخارج، ولكن التركيز الآن على العملية التعليمية. فالطالب لا بد أن يجد مكاناً يستطيع من خلاله التحصيل العلمي، فهذا هو المطلوب، ومن ثم الالتفات إلى القضايا الأخرى. إن المدن الجامعية ليست سرير ومنضدة، فالمدينة الجامعية لابد أن يجد فيها الطالب المكتبة والكافيتريا ومحل للموسيقى والملاعب الرياضية بأنواعها المختلفة كرة القدم والسلة والطائرة وتنس الطاولة، فلابد أن تكون مدينة متكاملة، وهي موجودة بهذه الطريقة في المدن الجامعية بالعالم، إضافة إلى أن الصندوق لابد أن يراعي ظروف أولئك الطلاب، خاصة الطبقات الفقيرة التي تحتاج إلى العون والمساعدة في ابتكار وسيلة للتسليف ترد خلال فترات محددة حتى لا يضطر الطالب أو الطالبة أن ينهي دراسته بسبب الحاجة المادية، ونحن نعلم الكثير من أبناء السودان لا يملكون المال اللازم الذي يساعدهم على مواصلة تعليمهم، فكم من طالب اضطرته الظروف المادية إلى قطع دراسته فأضاع مستقبله ومستقبل البلاد التي كان بالإمكان الاستفادة منه أن كان من الطلاب المبرزين، فالصندوق القومي لدعم الطلاب يقوم بدور كبير جداً في ذلك ويبذل مجهوداً مع جهات متعددة في سبيل استقرار العملية التعليمية، وهناك رجال بر وإحسان لم يبخلوا في تقديم العون والمساعدة للصندوق وللطلاب.