يا بلادي..!!
كنت أمس ضيفاً على إذاعة “بلادي” الإذاعة التي ولدت بأسنانها لتميز إدارتها، الباشمهندس “عبد الرحمن إبراهيم” والتيم الذي استقطبه من الإذاعات المختلفة للعمل معه.
كانت الاستضافة عن استعراض وتحليل لما أوردته صحافة الخرطوم السياسية.
الباشمهندس “عبد الرحمن” صاحب خبرة في المجال الإعلامي وصاحب تميز يشهد له كل من عمل في المجال الإعلامي، خاصة عندما تولى إدارات المركز السوداني للخدمات الصحفية، فما عجبني في الإذاعة بيئة العمل الممتازة، من حيث المكان وأدوات العمل وهذه قليلة في مؤسساتنا الإعلامية والصحفية، حتى في الإذاعة الأم أو الفضائية السودانية أو غيرها من تلك المؤسسات التي تعمل في المجال الإعلامي، فقل أن نجد الاهتمام بالبيئة، والبيئة هي روح العمل الإبداعي في هذا المجال. فالباشمهندس عمل أولاً على تهيئة الجو الذي سيعمل فيه الزملاء في المجال الإذاعي، ومن ثم اتجه إلى بقية الأدوات الأخرى المساعدة في العملية برمتها، نحن نعلم أن كل من رهن نفسه ليعمل في المجال الإعلامي وهو من المبدعين حقاً، بالتأكيد فإن المؤسسة التي يعمل بها ستنهض، إذا وفرت له سبل الراحة، فإذاعة “بلادي” في مراحلها الأولى، ولكن سيكتب لها النجاح، وإذا نظرنا إلى الإذاعات العالمية مثل (bbc ) أو إذاعة “مونت كارلو” أو الإذاعات العربية مثل: “صوت العرب” أو غيرها من الإذاعات الأخرى، نجد أن سر بقائها لفترة طويلة من الزمن، وهي تسير بنفس المنوال، بيئة العمل وروح التعامل بين العاملين والمسؤولين، وحتى انتقال مذيع إلى إذاعة أخرى قليل جداً، لأن الإدارة المسؤولة هيأت له المناخ المناسب لبقائه لفترة طويلة من الزمن داخلها.
ونجاح أي مؤسسة إعلامية مربوط بالإدارة، فإن كانت الإدارة على مستوى راقٍ من التعامل مع منسوبيها بالتأكيد سيكتب لها الاستمرار والنجاح، ولذلك نجد كثيراً من المواصفات متوفرة في الباشمهندس “عبد الرحمن” إضافة إلى عدم الشللية أو المحاباة لطرف عن الآخر، أحياناً تكون البيئة التي تحدثنا عنها في البداية جيدة جداً، ولكن روح التعامل ليس كما ينبقي، كما ظهر في كثير من المؤسسات التي عملتها الإنقاذ فأفسدها التعامل السيئ.
إن إذاعة “بلادي” التي على رأسها الآن الباشمهندس “عبد الرحمن إبراهيم” وهي ما زالت طفل يحبو، ولكن ستكون من الإذاعات القوية والمسموعة في كثير من ولايات السودان المختلفة، وقد بدأت تسمع فعلاً في كثير من الولايات من خلال البرامج الجديدة التي وضعتها على خريطتها البرامجية، بالإضافة إلى الخبرات الموجودة الآن بها.
انتشرت العديد من الإذاعات على الساحة منها المتخصصة ومنها ذات الجرعات المتنوعة ومنها الشاملة، ولكن نجاح أي واحدة بالتأكيد يرجع إلى المواطن، وما هي حاجته من تلك الإذاعة، فأهلنا في الريف هم أكثر من يقيِّم الإذاعات بأنواعها المختلفة، فنسبة السماع عندهم عالية جداً وتقييمهم أفضل بكثير ممن هم بالمدن الكبرى، ولذلك نجد أن مستمعي الإذاعة البريطانية في الماضي هم من سكان الأقاليم، بل تجدهم يحفظون البرامج وتاريخها وساعات البث والمذيعين، وكل ما يقدم فيها، حتى نشرات الأخبار عندهم محسوبة، فالباشمهندس “عبد الرحمن” أمامك مسؤولية كبيرة وتحدٍ أكبر في العبور بهذه الإذاعة إلى آفاق أرحب، بل إلى العالم الخارجي في ظل التنافس الكبير على الفضائيات. نتمنى لك التوفيق ولكل العاملين معك.