رأي

مسالة مستعجلة

حالة (اللا مواصفات) تقتلنا!!
نجل الدين ادم
في أوقات سابقة كنا نسمع بحملة مراجعة للموازين وغيرها من الحملات ذات الصلة التي تقوم بها هيئة المواصفات والمقاييس، وكنا نحسب أن المهمة الأكبر والأهم هي معايرة المواصفات لكل منتج وارد للبلاد أو مصنوع داخلها، وأنها (عال العال)، وأنا أسترجع هذا الشريط إذا بي أنظر لجملة مما هو غير مطابق للمواصفات! لدرجة أنني بدأت أطرح تساؤلاً عكسياً: ما هو المنتج المطابق للمواصفات؟!
ودعوني أسأل: هل كل أواني الطبخ التي تدخل منازلنا مطابقة؟ وهل تقف المواصفات على عمليات إعادة تدوير وتصنيع البلاستيك الذي يتم بيعه في شكل أوانٍ منزلية من صحون وأكواب و(جكوك) وأكياس النايلون العشوائية التي نحمل بها بعض الأغذية إلى منازلنا؟ وهل هناك علاقة لكل لهذه الفوضى بتزايد انتشار حالات السرطان؟
حالة من الهرجلة والجوطة تعم المنتج المحلي، بما في ذلك بعض المنتجات الغذائية، والأسواق مسرح مفتوح لذلك.. أما الوارد فحدث ولا حرج.. ودعوني أنقل لكم واقعة هوان معايرة المواصفات عندنا، فقد اشتريت (ملاعق) على أنها مستوردة ولسوء الطالع أو حسن الصدف، لا أعرف، فقد غُسلت الملاعق ولم تجفف وفي صباح اليوم التالي كانت المفاجأة.. ظهور الصدأ عليها! هذا وغيره مما يصدمنا ونحن نستخدم الأواني.. كل هذه الملاحظات كوم وما يتم من تجاوزات للمواصفات في حديد التسليح كوم آخر، تخيلوا عواقب هذا الحديد غير المطابق الذي بنيت به هذه المباني الشاهقة!
ليس تجنياً على هيئة المواصفات أو انتقاصاً من دورها الوطني في حراسة حياة الناس من أي تجاوزات، لكنها وقائع أمامنا لا ينكرها إلا مكابر.. كميات كبيرة من البضائع غير المطابقة تغزو الأسواق والتجار يختارون أقصر الطرق للكسب وليس مهماً جودتها وإنما المهم عندهم كم يكسبون، ونحن نسأل: من المسؤول؟!
نعرف جيداً أن هناك تشريعاً يحكم عمل المواصفات، لكن هل التشريع كافٍ ورادع؟! وإذا كان رادعاً هل للمواصفات أذرع ممتدة في كل الاتجاهات؟؟ ليس هناك من سبيل لتلافي حالة (اللا مواصفات) هذه إلا بأن يكون هناك شركاء للمواصفات في الولايات والقرى والحضر.. مطلوب من الهيئة أن تقف على كل شاردة وواردة وتستصحب شكاوى المواطنين وملاحظاتهم.
انعدام المواصفات في أحيان كثيرة قد يعني الموت السريع في حالة تجاوز المواصفات في الحديد والمبنى يسقط على رؤوس أهله، وقد يعني أيضاً الموت البطيء في حالة الأواني المنزلية المنتشرة في بيوتنا وفي محال بيع الأطعمة.. حتى (البليتات) التي تستخدم في الطباعة تحولت إلى أوانٍ تغزو البيوت، لذلك تحتاج الهيئة أن تعيد النظر في آليات العمل وأن تكون رادعة في كل تجاوز يحدث.. والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية