عز الكلام
منبر الخرطوم.. مصارحة حرة
أم وضاح
كانت قاعة وزارة المالية الولائية أمس، تماماً وكأنها حلبة مصارعة من فريقين الأول ضم وزير الحكم المحلي الأستاذ “حسن إسماعيل” وسعادة الفريق “أحمد أبو شنب” معتمد الخرطوم واللواء “حسن إدريس” معتمد بحري، والفريق الثاني مجموعة الصحفيين الذين لبوا الدعوة للمنبر الأسبوعي الذي تقيمه وزارة الثقافة والإعلام، ومثَّل السيد الوزير “الدقير” الحكم والحكيم الذي أمسك بتلابيب المباراة ولطَّف الأجواء بعبارات ودودة شعراً ونثراً، والمنبر جاء من أجل تقديم تقرير شامل عن جهود الوزارة والمحليات في بناء وتطوير أجهزة الحكم المحلي بالولاية، ودعوني أقول: إن الإيضاحات التي قدمها الأخ الوزير، أكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن تجربة الحكم المحلي لا زالت مقيَّدة بقوانين وتشريعات اتحادية حجمت من الدور الكبير الذي يفترض أن تلعبه، وسيظل الحكم المحلي أسيراً لهذه القيود ما لم يتغيَّر الحال و(توضب) قوانين تناسب وتواكب هذه التجربة ليأتي الدور بالحديث على معتمد الخرطوم سعادة الفريق “أبو شنب”، وخلوني أضرب لهذا الرجل تعظيم سلام، لأنه أكد أنه ليس جنرالاً في العسكرية، ولكنه جنرال خدمية مدنية، إذ أنه استغل الوقت المخصص له بالحديث وجعله سمع وشوف وإثبات بالدلائل والبراهين، فكان المتحدث هو (المونيتور) الذي رصد كل المشاريع التي قام بها المعتمد والنهضة التي عمت هذه المحلية، فيما يشبه الثورة الخضراء، لدرجة أن الحضور حبسوا أنفاسهم من الدهشة والمتابعة، ليؤكد سعادة الفريق أنه رجل، كما وصفه الوزير “الدقير”، قليل الكلام كثير العمل، وإن كان السيد الرئيس قد أكد أن “فضيلي” معتمد أم بدة باقٍ، فإننا نطالبه أن يبقى أيضاً “أبو شنب”، لأن أمثاله لا يتكررون إلا بالصدفة، ثم جاء دور سعادة اللواء “حسن إدريس” معتمد بحري الذي أحسب أن مكتب إعلامه قد خذله، ولم يكن كما إعلام محلية الخرطوم الحاضر بالمعلومة والصورة والصوت، وإفاداته جاءت نظرية كان ينقصها الدليل والبرهان، كما فعل نظيره، إلا أن حديثه عن نقل موقف شندي إلى موقع جديد خلف السوق المركزي شمبات والبدء في كورنيش بحري ثم الحديث عن حديقة حيوان اعتبرها من الخطط المستقبلية التي نرجو أن تتضافر مع تطور في الخدمات التي يحسها المواطن في معاشه اليومي، وكما العادة لم يقصر (الصحفيون) في فلفلة المواضيع وقتلها بحثاً، ومعظمها وجد الإجابة الشافية أو الوعد بالحل العاجل، لكن في المطلق أقول: إن مثل هذه المنابر تزيل الجفوة بين المسؤول والإعلام وتساهم في تبادل الآراء والأفكار والمعلومات، وتوضح كثير من الحقائق الغائبة أو المغيبة عن المسؤول وأجهزته، لكن لفت نظري أن معتمد الخرطوم جاء بكامل أركان حربه بما فيهم المدير التنفيذي، في حين حضر معتمد بحري منفرداً بلا مساعدين يمدونه بالمعلومة أو يتداخلون بالتوضيح مما أعتبره فجوة في الهارمونية التي تشكِّل أداءً مثل هذه المؤسسة الكبيرة والتي تتعامل مباشرة مع المواطن، وهو تقصير فضحته محلية الخرطوم في كل الأحوال. الشكر للأخوة في إدارة المنتدى على مد جسور التواصل مع الصحافة وعلى القدر العالي من الشفافية الذي يدار له مما جعله قبلة ووجهة للصحافة والمسؤولين على حد السواء.
{ كلمة عزيزة
لا يستطيع شخص مهما بلغ من الكفاءة والتجرد والمهنية أن يعمل منفرداً أو عازفاً بلا فرقة موسيقية تشاركه العزف وهي حقيقة أكدها طاقم محلية الخرطوم الذي جاء للمنبر جاهزاً وحافظاً لوحه، خاصة مكتب الإعلام، وعلى رأسه الأخ “شريف” الذي ظل دائماً حلقة وصل بين إنجازات المحلية وأجهزة الإعلام، لكنني لاحظت في الفترة الأخيرة سطوع نجم شاب، هو كما النحلة، حيوية وحضور واجتهاد ظل متابعاً لكل الملفات وحريصاً على ألا تضيع منه شاردة أو واردة، وهو بذلك نعده واحداً من أبناء الجيل المعقودة عليه الآمال والنجاحات. فالتحية للنقيب “منذر محمد حسين” بمحلية الخرطوم، وليت كل من في سنه وموقعه بهذه الهمة وحرارة القلب.
{ كلمة أعز
بالتأكيد إشادة السيد الرئيس بروف “مأمون حميدة” وبالمعتمد “فضيلي” تؤكد أن الرئيس قريب من كل شاردة وواردة، ويعرف تماماً (منو الشغال ومنو المقضيها (طق حنك))، فيا سيدي الرئيس بذات النظرة اللمَّاحة والرؤية الشفافة ما تريحنا من الذين يفترضون أنه لا أحد يعلم فشلهم وقاعدين ببركات الولاء والهتاف في كل مناسبة والثانية.