رأي

المشهد السياسي

محمد فؤاد الصراف الذي رحل
موسى يعقوب

عاصر الدكتور “الصراف” التجربة المصرفية الإسلامية مع سمو الأمير الراحل “محمد الفيصل آل سعود” من بدايتها محافظاً لبنك فيصل الإسلامي المصري، وعضو مجلس إدارة فاعل في بنك فيصل الإسلامي السوداني ودار المال الإسلامي بجنيف منذ وقت مبكر، أي منذ تأسيسهما، وصار فيما بعد رئيس مجلس إدارة لعدد من شركات بنك فيصل الإسلامي المصري، بعد أن تقاعد عن موقعه محافظاً للبنك.
في بداية هذا الشهر – الأول من مارس 2017م، رحل الدكتور “الصراف” تقبله الله ورحمه، عن عمر ناهز الاثنين وتسعين عاماً، ختمها وهو من عمل وكيلاً أولاً في وزارة المالية المصرفية لشؤون النقد الأجنبي لسنوات بالعمل الإسلامي المصرفي ومعاملاته الشرعية وغير التقليدية التي انداحت إقليمياً وعالمياً.
ولأني ممن عاصروا الأمير “محمد الفيصل” وتجربته المصرفية الإسلامية ورافقته وهو يعبر بها في دروبها ومساراتها المختلفة تأسيساً وإدارة وحسن تفكير وتخطيط ورؤى شرعية وفقهية، فقد عرفت الأخ الكبير الدكتور “الصراف” – تقبله الله وأحسن إليه – فهو رجل عمل، وعضو مجلس إدارة، له حضوره وحرصه على القيام بالواجب والمطلوب على نحو عرف به.
لقد كان يحضر إلى الاجتماع – مجلس إدارة أو جمعية عمومية سنوية قبل التاريخ المعلن بيوم أو يومين، ليقف على الأحوال مع الإدارات المختصة في البنك، ويراجع ما لديه من تقارير وبرامج عمل قبل وقت كافٍ لتكون له فيما بعد إسهاماته ومرئياته في جلسات العمل، وهو النشاط الذي عرف به.

وفي السنوات الأخيرة عندما كان قد تقدم في العمر وكان عطاؤه في العمل مطلوباً في مجلس الإدارة ببنك فيصل الإسلامي السوداني، كما الشركات التي كان يرأس مجالس إداراتها في جمهورية مصر العربية، كانت ترافقه كريمته (هناك) التي نعزيها ونعزي أسرتها وسائر أصدقاء ومعارف المرحوم الدكتور “محمد فؤاد الصراف” – في رحلاته إلى جمهورية السودان وغيرها حتى تشرف مجالس الإدارة بحضوره – فقد كان رحمه الله – على قدر كبير من الحرص في الأداء والمتابعة تقديراً لما نعم به منذ سنوات من تكليف وتكريم من الجمعيات العمومية للمساهمين وحرص سمو الأمير الراحل “محمد الفيصل آل سعود” وزملائه ممن رافقوه في رحلة العمر المصرفية الإسلامية على دور “محمد فؤاد الصراف”.
اليوم وقد رحل الدكتور “الصراف” ولحق بصديقه وحبيبه الأمير “محمد الفيصل آل سعود” تقبلهما الله ورحمهما – لا نقف في هذه العجالة عند عطاء الدكتور “الصراف” في العمل ومجالس الإدارات وحسب، وإنما ندلف إلى دوره الإنساني والمجتمعي وعلاقاته بمن عرف ممن جمعته بهم الحياة وظروف العمل.
فالدكتور “الصراف” مشهود له بكرمه وتقديره لمن عرف في داخل وطنه مصر وخارجها، أيضاً وبخاصة معنا نحن أهل السودان الذين عرفناه وعاشرناه منذ زمن طويل، أي منذ تأسيس بنك فيصل الإسلامي السوداني وبدأ مسيرته الناجحة في 1978م.. وكنا عندما نصل إلى القاهرة في مهام عامة أو خاصة يقابلنا بحفاوة وترحاب.
ألا رحم الله أخانا وأبانا الدكتور “محمد فؤاد الصراف” الذي كان من الأقربين إلى الأمير “محمد الفيصل” الذي سبقه إلى الدار الآخرة – وكلنا لها – بأسابيع قليلة، عليهما الرحمة والبركات ويجزيهما الله خيراً على ما قدموا.. والعزاء لآلهما وذويهما ومن عرف فضلهما من الأمة الإسلامية، وما هذا إلا شهادة حق في من رحلوا وتركوا خلفهم ما يذكر و”محمد فؤاد الصراف” أحدهم – تقبل الله منه.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية