هل الفريق "بكري" محتاج لهذه الإعلانات؟
على الرغم من استفادة الصحف من الإعلانات التي تأتيها في المواسم المختلفة كالتعيينات للوزراء أو من يشغلون مناصب رفيعة أو النجاح أو غيرها، من التهاني التي تنهال على أولئك، وتستفيد منها الصحف في تكاليف الطباعة ودفع المرتبات أو تسيير أمورها، ولكن في حالة الفريق أول ركن “بكري حسن صالح” النائب الأول لرئيس الجمهورية والذي تم اختياره رئيساً للوزراء من قبل المؤتمر الوطني، لا اعتقد أنه في حاجة إلى هذه الإعلانات الكثيفة التي بدأت تنشر في الصحف.
الفريق “بكري” وحسب ما ذكرنا مراراً وتكراراً أنه زاهد في المناصب، وقد شغل العديد منها منذ أن تفجَّرت الإنقاذ، وظل يعمل في صمت ولم يحتاج إلى هذه الإعلانات، لأن المنصب الذي ناله الآن ربما يكون أقل من منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية، ولذلك أن كانت هناك تهاني مدفوعة الأجر، على أصحابها أن يوظفوها لمصلحة المساكين والمحتاجين، وهذا ربما يسعد الفريق “بكري” أكثر من نشرها على الصحف، وهو ليس في حاجة لها، لأنها لا تقدِّم ولا تؤخر بالنسبة له، أو إذا اعتبرناها نوع من تكسير الثلج له، فهو أيضاً ليس في حاجة لذلك، فهو رجل يمشي كما الصراط المستقيم، وليس في حاجة لمثل ذلك، وحتى الثلج ليس في حاجة له، ونحن في عز الشتاء الذي يتطلب الدفء وليس إلى الثلج.
النية للذين يقومون بمثل إعلانات التهاني للفريق “بكري” أو غيره، ربما من باب المحبة والصداقة، وقد تكون من دون غرض، ولكن هناك من يطرب لها، وهناك من لا تعجبه، ولكن في ظني أن من يقومون بذلك لحاجة في نفس يعقوب، أما الفريق “بكري” الرجل الزاهد في كل مُتع الدنيا، لا أظنه تعجبه هذه الإعلانات، وهناك من يحتاج إلى المبالغ التي تم نشر الإعلان بها، وإذا قُدمت في أعمال الخير الأخرى كمسح دمعة يتيم أو مسكين أو مريض، تكون قد أسعدت الفريق “بكري” أكثر من ورق يذوب حبره بعد دقائق من النشر، ما يريده السيد رئيس الوزراء الجديد “بكري” إعانته في المهمة الكبيرة، مهمة الوطن والخروج من النفق المظلم، إعانته ليصبح لدينا اقتصاد قوي، فعلى رجال المال والأعمال أن يساعدوه في ذلك لكي تنهض الدولة، ويكتب اسم الفريق “بكري” في السجل الخالد، لرفعة الوطن وتقدمه واستقراره وبنائه، هذا ما نريده من هؤلاء،لا نريد عملاً يكون الهدف من ورائه مصلحة ذاتية أو شخصية، والفريق “بكري” ليست لديه أي مصلحة مع أي جهة أو شخص، وعرف بالانضباط والتفاني في العمل، ولم يعرف عنه علاقات خاصة من أجل المصالح الدنيوية، والجميع يعرف ذلك، ولم نعرف يوماً ما، أنه جلس مع صحفي أو رئيس تحرير لحوار صحفي ليلمع نفسه أو يطلب لفت نظر الحكومة حتى يأتي في التشكيلة الوزارية هذه أو تلك، عرفناه فترة طويلة من الزمن.وأذكر ونحن في زيارة مع الرئيس إلى جوبا بعد الانفصال، طلبت إجراء حوار، فقلت له: سيكون الحوار جانب آخر من حياتك، وعددت له الأسئلة، قال لي: لمن تسألني كل هذا؟ الرئيس تسأله من شنو، هذا هو الفريق “بكري”! فليس في حاجة إلى هذه الإعلانات، قدموها للمحتاجين نيابة عنه، لأنه لا يملك مالاً يقدمه لهم.