هل اختيار رئيس الوزراء كان مفاجأة؟
حسم المؤتمر الوطني في اجتماعه مساء أمس الأول، الجدل حول اختيار رئيس الوزراء، فاختار النائب الأول لرئيس الجمهورية “بكري حسن صالح” ليكون نائباً أولاً ورئيساً للوزراء في حكومة الوفاق الوطني التي سيتم تشكيلها الأيام القادمة.
رشحت العديد من الأسماء في سماء الإعلام الأيام الماضية حول من سيكون رئيس الوزراء القادم وسمت الصحافة وعبر اجتهادات بعض الزملاء الصحفيين بعض الأسماء داخل المؤتمر الوطني كان من بين الأسماء الأكثر تداولاً الباشمهندس “إبراهيم محمود حامد” والأستاذ “حسبو محمد عبد الرحمن” وأخيراً الدكتور “فيصل حسن إسماعيل”، ولكن يبدو أن العسكر أصبح هو الأوفر حظاً في كل شيء، والفريق “بكري”، وحسب ما تحدثنا في هذه الزاوية قبل أيام أنه من أنسب الشخصيات والمتوافق عليها سواء في منصب رئيس الوزراء أو رئيس الجمهورية في حالة رفض السيد الرئيس الترشح للانتخابات القادمة، فجاء الفريق “بكري” للمنصب وهو أكثر المسؤولين زهداً فيه، الآن “بكري” اعتلى المنصب وأدى القسم أمام السيد الرئيس أمس بالقصر.
السيد رئيس الجمهورية وعقب أداء رئيس الوزراء للقسم عقد مؤتمراً صحفياً حضرته اللجنة التنسيقية العليا للحوار الوطني، وكان من المشاركين الدكتور “التيجانى السيسي” و”بابكر نهار” و”فضل السيد شعيب” و”عبود جابر”، وأن من بين الحضور الأمير “أحمد سعد عمر” والدكتور “أحمد بلال عثمان” والباشمهندس “إبراهيم محمود حامد” والأستاذ “حامد ممتاز” والدكتور “نهار” والشيخ “إبراهيم السنوسي” والدكتور “فضل عبد الله فضل” وزير رئاسة الجمهورية والسكرتير الصحفي المكلف للرئيس “سليمان قادم” والدكتور “عبد الملك البرير” وعدد من الشخصيات الأخرى والصحفيين والإعلاميين، جلس على المنصة السيد الرئيس والباشمهندس “إبراهيم محمود” والدكتور “أحمد بلال”، الذي بدأ الحديث مرحِّباً بالسيد الرئيس والمشاركين، وهنا في البداية الفريق “بكري” باختياره رئيسا للوزراء. وقال: أنا هنا أخلع العباءة الوزارية وألبس العباءة الحزبية، ونهنئ الفريق “بكري” بهذا الاختيار، وسوف نقف إلى جانبه في المرحلة القادمة. ومن ثم منحت الفرصة للدكتور “التيجانى السيسي” وسار في نفس طريق “بلال” فهنأ الفريق “بكري” بمنصب رئيس الوزراء، وأكد مساندتهم له في المرحلة القادمة. أما الشيخ “إبراهيم السنوسي”، فقد أثنى ثناءً عاطراً على الفريق “بكري”. وقال إنه واحد من مفجري ثورة الإنقاذ. وقال لقد عرفناه منذ أن كان طالباً وهو مشهود له بالكفاءة والدقة في العمل.
السيد الرئيس وبعد أن رحَّب بالحضور قال: إن الفريق “بكري” كان قد شغل منصب رئيس لجنة إصلاح الدولة، وهذا أتاح له فرصة التعرف على الوزراء والوزارات والشخصيات، وقد توافق الجميع على اختياره رئيساً للوزراء.
السيد الرئيس تحدث عن الحوار الوطني وقال إنه واحد من إبداعات الشعب السوداني المعلم، وهو المخرج الوحيد لمشاكل البلاد منذ الاستقلال. وقال: إن المشاركين فيه عرفوا بعضهم البعض جيداً، وقد أحدثت نقلة كبيرة بين المشاركين فيه، وكان مدرسة تعلَّم منها البعض، وتعرفوا على بعض أكثر. وقال: إن وثيقة الحوار ستكون مفتوحة لكل من أراد الانضمام إليها، وليس هناك إقصاء لأحد والقطر متاح لكل من يريد أن يركب بدون تذاكر.
السيد الرئيس لم يقطع موعداً لتشكيل الحكومة، ولكن قال: سيتم التوافق عليها رغم أن الكيكة صغيرة والأيادي كثيرة، ولكن كل من شارك في الحوار سيجد مكاناً في الحكومة القادمة. وقال: إن رئيس الوزراء لن يشكِّل الحكومة لوحده.
المؤتمر كان خفيفاً وأسئلة الصحفيين لم تكن كثيرة، ولكن هناك الكثير من التساؤلات حول المرحلة القادمة.