من هو الرئيس القادم..؟
قطع رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” في حوار مع عدد من رؤساء التحرير بعدم رغبته الاستمرار في الحكم. وقال في عام 2020 سيكون قد حكم (31) عاماً وإدارة بلد في مثل هذه الظروف وبتلك المدة مهلكة جداً. وقال أنا ليست لدي رغبة أن أستمر، كما أن الدستور حسم الموضوع بدورتين وكذلك بحسب النظام الأساسي للمؤتمر الوطني فإنه محكوم بدورتين وأنا فترت.
الرئيس “البشير” توافق الجميع عليه وعلى إدارة البلاد طوال تلك الفترة ولكن يصبح من الصعب أن يكون هناك توافق على الرئيس القادم، ليس لأن المؤتمر الوطني ليست باستطاعته إخراج رئيس آخر نسخة طبق الأصل للبشير، والمؤسسة العسكرية دائماً هي التي تعطي رؤساء بمواصفات “البشير” و”سوار الذهب” و”عبود” وغيرهم من العسكريين الذين كانت لهم بصمات واضحة في السياسة السودانية. ولكن من هو الرئيس الذي سوف يقدمه المؤتمر الوطني للرئاسة القادمة ومن هو الأوفر حظاً في ذلك، وهل بالإمكان التراضي على الشخصية القادمة في ظل الصراع الدائر داخل المؤتمر الوطني، إن كان خفياً أو معلناً. فالمرحلة القادمة لن تكون سهلة في عملية الاختيار وهناك الكثيرون الذين يمنون النفس باعتلاء عرش الحكم وهذه هي طبيعة البشر ولن يستطيع أحد أن يمنع هذا الطموح المشروع، ولكن كيف تكون تلك الشخصية قد نالت رضا الجميع، وإذا قلنا إن المؤسسة العسكرية مشهود لها بالانضباط وتفريخ القيادات للسلطة فإن الفريق أول ركن “بكري حسن صالح” النائب الأول لرئيس الجمهورية هو الأكثر حظاً من أي شخصية مدنية، على الأقل يعد من الشخصيات المقبولة للمؤسسة العسكرية وللمؤتمر الوطني، وإن كنت أرى أنه من الزهاد في السلطة ونعيمها ولكن هكذا السلطة تبعد عنها تأتيك طائعة. وعرف عن الفريق “بكري” الانضباط العسكري وتدرب في كافة المجالات وعرف بواطن السياسة ومخابئها، مما أتاح له فرصة أن يكون رجل المرحلة القادمة إذا رغب أن يكون خليفة للبشير، وإذا قدمه المؤتمر الوطني أيضاً ليكون الرئيس القادم.
التنافس على حكم البلاد يعد من الأمور الصعبة جداً إذا لم يكن هناك تراضٍ، ولكن إن أجمع الكل فيعد الأمر سهلاً، وإذا قلنا فرصة الفريق “بكري” هي الأكثر حظاً ولكن إذا أراد المؤتمر الوطني أن يرشح مدنياً فكيف تكون القراءة إذا أتينا بالحرس القديم الأستاذ “علي عثمان محمد طه” النائب الأول لرئيس الجمهورية السابق، والدكتور “عوض الجاز” والدكتور “نافع علي نافع”، فأي الكفاءات ترجح ومن هو الأكثر حظاً إذا تم ترشيح الثلاثة لاختيار أحدهم. وإذا عدنا للتاريخ والعمل الماضي فإن كفة الأستاذ “علي عثمان” ستكون الراجحة لما له من خبرة وتجربة كبيرة جداً، فقد شهدته الساحات قبل أن تأتي الإنقاذ فكان زعيماً للمعارضة في الجمعية التأسيسية في الديمقراطية الثالثة، إضافة إلى تمتعه بكاريزما قل أن تتوفر لدى الآخرين، وهو رجل يعمل دائماً في صمت ويتمتع بخصال كثيرة. ولكن لا ندري هل عدم مصادمته تعد عيباً فيه أم تحسب له؟ فرجل الدولة دائماً يتمتع بالهدوء والعمل سراً، وهذه ربما تكون أيضاً متوفرة في الفريق “بكري” وهو يميل إلى الصمت والعمل سراً، وفي ظني إذا أراد المؤتمر الوطني أن يخضع العملية إلى التنافس بين الأعضاء، فالاختيار سيأخذ وقتاً طويلاً، ولكن ما زال الوقت مبكراً لمن يخلف “البشير”.