ما هي أسرار مؤتمر "الحسن الميرغني" المرفوض؟!
بقلم – عادل عبده
مفاجأة من العيار الثقيل أطلقها أنصار “الحسن الميرغني” في الاتحادي (الأصل) بالصوت العالي، بالإعلان عن قيام مؤتمر استثنائي للحزب على جناح السرعة دون سابق إنذار، حدد له يوم الخامس والعشرين من فبراير الجاري، لكن سرعان ما تحرك مولانا “محمد عثمان الميرغني” زعيم الحزب في الاتجاه المضاد الذي نتج عنه إلغاء هذا المؤتمر المخالف للدستور في خطوة حاسمة.
الأسئلة المنطقية حول دواعي وأبعاد هذا المؤتمر الذي حير الكثيرين في ساحة الحزب تتمثل في العديد من الملاحظات أبرزها ما هي أجندته؟ ولماذا جاء في هذا التوقيت؟ ومن هم الذين وضعوا أفكاره وتصوراته؟ وما هي الشخصيات الحزبية المستهدفة من وراء مخرجاته؟ وعلى أية بوصلة يتجه في المستقبل؟ وما هي وضعية مولانا “محمد عثمان الميرغني” بعد قيامه؟ وكيف يتم النظر إلى “الحسن الميرغني” عندما ينفض سامر المؤتمر؟
من الواضح لم تكن هنالك ترتيبات متأنية وتوضيحات مكثفة من جماعة “الحسن” حول قيام هذا المؤتمر الاستثنائي، فقد جاءت أجندته مبنية على قطع الطريق أمام لجنة التفاوض مع الوطني ووضع الأشواك والمتاريس أمام تقدمها وحرمانها من مكتسبات التفاهمات مع الحزب الحاكم ونتائجه، من خلال فرمانات مؤتمرهم المزعوم علاوة على محاولة إيقاف أية خطوة تصحيحية في الطريق تأتي من لجان الحزب، قد تقض مضاجعهم وتفتح الطريق لإنهاء وجودهم في الحزب. ولا يغيب على بال أحد بأن اختيار التوقيت مبني على أسس استباقية للوقاية من ويلات الانتظار في ظل الشعور بالعاصفة الزاحفة عليهم.. قناعة “الحسن” بانعدام الكوادر المقتدرة في ضفته بعد انقلاب الدكتور “علي السيد” عليه اتجه إلى بعض حملة الدرجات العلمية من الحزبيين وأبناء الختمية الذين كتبوا التصورات والأفكار السريعة لمؤتمره، فضلاً عن مشاركة اثنين من العناصر النسائية حول هذا الخصوص. لكن يقال بأن “الحسن” لم يجز تصوراتهم ومقترحاتهم.. حالة الاستقطاب بين طرفي النزاع في الاتحادي (الأصل) أملت على القائمين بالمؤتمر استهداف بعض القيادات الحزبية، في محاولة لإخراجها من بورد القيادة والمسؤولية على رأس هؤلاء الأمير “أحمد سعد عمر”، فقد تم إخفاء فكرة المؤتمر عنه فهو لا ينظر إليه كحليف معه، وكذلك تم تقنين مقترح إعفاء الأستاذ “إبراهيم الميرغني” من منصب الناطق الرسمي بسبب كفاءته وقدراته وأنه منافس بمواصفات عالية ارتكازاً لانتمائه للبيت “الميرغني” الكريم، والتفكير في تعيين “إنعام حسن عبد الحفيظ” بدلاً منه علاوة على إيقاف تمدد الخليفة “عبد المجيد عبد الرحيم” الذي ظهر تمدده من جديد ثم فصل القيادي “أحمد السنجك” من الحزب بشكل مرسوم.
من أهم الملامح التي كانت موضوعة على نطاق تحديد بوصلة الحزب تتمثل في تغيير هياكله ومسمياته وإيقاعاته على أسس مغايرة للأشكال القديمة، وإيجاد علاقة متميزة مع المؤتمر الوطني تمحو التقاطعات التي كانت سائدة بين “الحسن” والحزب الحاكم، فضلاً عن جعل الحزب في قبضة “الحسن الميرغني” وخلق تصور مواكب من خلال شعارات براقة عن الانفتاح والشفافية والقيمية والبعد الأخلاقي من أجل كسب عنصر الشباب والمرأة.. أما عن وضعية “محمد عثمان الميرغني” لم نستطع الحصول على المعلومات المؤكدة حول مكانته في ثنايا ذلك المؤتمر، غير أن التخطيط الواضح حول منح “الحسن” كافة الصلاحيات والسلطات في الحزب وتقديمه في خانة الرجل المرجعية أمام المؤسسات السياسية والقانونية والجمهور والعالم الخارجي، يعطي صورة مقربة حول مكانة مولانا الأب في نظر هؤلاء.