ولنا رأي

قبيلة الصحفيين تفتقد كاهن رجل المجتمع الأول!!

افتقد الوسط الصحفي في هذه الأيام الراحل المقيم عمر محمد الحسن (كاهن) ذاك الصحفي النشيط ورجل العلاقات العامة وصاحب المبادرة مع أخوانه وزملائه قبيلة الصحفيين لا ندري هل هناك من الإخوة الصحفيين سجل زيارة لأسرته في هذا الشهر العظيم؟ هل منا من رفع الفاتحة على روحه وسأل المولى عز وجلّ أن يتقبله وأن يتقبل كل أعمال الخير التي كانت يقوم بها في مثل هذا الشهر تجاه إخوانه الصحفيين.
إن الأخ الراحل عمر الكاهن كان متفرداً في كل شيء، كان صديقاً للكل ورجل مجتمع بحق وحقيقة، كان الرابط الوحيد بين الدولة وزملائه الصحفيين، ظلت صفحته التي كان يحررها بأخبار اليوم بعنوان غير قابل للنفي فعلاً معلومات كلها حقيقة، ولا أحد يستطيع أن ينفي أي معلومة جاءت فيها إن كانت من جانب الدولة أو من نفس القبيلة.
الراحل عمر كان يعمل في صمت ولا أحد يدري ماذا يفعل كان يدخل مكاتب الدولة من أعلاها إلى أدناها يتفقد الناس ويسأل عن أحوالهم وينقل إلى الدولة في رمضان والأعياد كشوفاً سرية عن حال الإخوة الصحفيين الذين يعانون شظف العيش إما بإغلاق صحفهم وإما لعدم توفر ظروف عمل بالمؤسسات الصحفية المختلفة، كان يحمل ما جادت به يد الدولة في صمت ويوزعه على أخوانه أيام الأعياد، كان عمر كالنسمة تحس به داخل المكاتب يتحدث قليلاً ويستمع إليك كثيراً يأخذ منك ما يفيد ويترك الزبد الذي يذب جفاء. لم أسمع في يوم من الأيام أن الراحل عمر دخل في مشكلة مع أحد الزملاء أو نالت كتاباته شخصاً معيناً، كان لطيفاً في تعامله يعرف كل الصحفيين فرداً فرداً وكان صبوراً لم يفارق الأخ أحمد البلال منذ أن أسس أخبار اليوم عدا فترة بسيطة اختير للعمل بصحيفة الأنباء ولم يمكث فيها إلا فترة قليلة عاد أدراجه إلى صديقه وحبيبه أحمد البلال وعندما فارق الحياة كانت آخر صفحة حررها ونشرها في أخبار اليوم وأذكر أن أحد الإخوة قال لي بعد أن صمم صفحة أمسك بكتف المصمم تقريباً وقال له هذه آخر صفحة أشتغلها معك، وبالفعل كانت آخر صفحة نقل في نفس اليوم إلى المستشفى ومن ثم فارق الدنيا، وأذكر أيضاً والدنيا عيد ونحن بمفوضية الانتخابات قال لي الدكتور جلال محمد أحمد الأمين العام لمفوضية الانتخابات إن الدكتور صلاح الفاضل حدثت له وفاة فلابد من تقديم واجب العزاء إليه كان الراحل عمر فبعد أن ذهبنا إلى الدكتور صلاح الفاضل عدنا إلى منزله وأصر إصراراً شديداً على تناول وجبة الإفطار معه ما كان وراء إصراره الشديد إلا أن استجاب الدكتور جلال وشخصي فدخلنا فتناولنا معه وجبة دسمة من الطعام والتحلية وكانت آخر أكل نتناوله معه.
إن قبيلة الصحفيين الآن في أمس الحاجة إليه خاصة وأن ظروف كثيرين لا تسر، الأخ عبد الله رزق هذا الصحفي العبقري صاحب اللغات الانجليزية والفرنسية والترجمة وصاحب العمود المميز يجلس بمنزله بدون عمل وأبنائه في مراحل مختلفة من التعليم لم يجدوا حتى قروش المواصلات للحاق بجامعاتهم الأخ عمر إسماعيل الذي كان يصول ويجول في مهنة المتاعب كان لا أحد يجاريه في التقاط المعلومات كان حينما يخرج الرئيس نميري من النص لا أحد يستطيع كتابة ما خرج عنه نميري وأحمد البلال الطيب يطلب الإسراع بإدخال المعلومات في نص الخطاب أيضاً يعيش ظروفاً صعبة، وهناك الكثيرون من الصحفيين يعانون والدنيا قبائل عيد فيا حليلك يا كاهن كنت في صمت أعدت إلى أخوانك وأسرهم الفرحة وجعلتهم يفرحون مع الجميع.. ألا رحمك الله رحمة واسعة وجعل كل أعمالك في ميزان حسناتك.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية