أخبار

الإعلانات السودانية.. والشلل الرعاش..!!

* لست من هواة متابعة التفاز ولا أحرص على مشاهدته إلاّ لمتابعة المباريات أو النشرات الاخبارية السياسية والرياضية.. إلى جانب متابعة بعض الأفلام الخفيفة من حين إلى آخر..!!
* ظروف شهر رمضان المبارك أجبرتني على الجلوس لأطول فترة ممكنة أمام شاشة التلفاز تمتد من ما قبل الإفطار بقليل وحتى موعد آذان العشاء.. واعتقد أن السواد الأعظم من السودانيين والعرب مجبرون على التواجد في تلك الفترة أمام الشاشة..!!
* التواجد خلال تلك الفترات سمح لي بالتوقف على الإمكانيات العقلية والمواهب التي تتمتع بها العديد من الشعوب العربية.. وبالطبع، فإن الشعب السوداني لا ينتمي إلى قائمة المبدعين..!!
* الإعلان فن قائم بذاته يبذل في سبيل إنجاحه فرق العمل الوقت والمال والجهد حتى يخرج بصورة جاذبة ومقنعة تجبر المتابعين على شراء المنتج المراد الترويج له..!!
* القنوات السودانية، وخلال هذا الشهر الكريم، وضعت نفسها في مكان بالجد (ضيّق)، وانكشف حجم التواضع في كل شيء له علاقة بالإبداع في الأفكار الجاذبة المتعلقة بالإعلانات..!!
* لا أبالغ إذا أكدت أن الأفكار التي يتم عرضها في القنوات السودانية تصيب المتابع بالشلل الرعاش، وربما السكتة الدماغية من حجم الإفلاس والسذاجة المتبعة لإقناع المواطن العادي بشراء السلعة المعلن عنها..!!
* تابعت أحد الأطفال تتم الاستعانة به في الإعلان عن (شاي) أي نعم يعني (الواد) (كييف) جداً، وبدلاً من الاستعانة به كطفل في الإعلان عن بسكويت أو حليب أو شكولاتة تابعنا العقلية السودانية تزج به في ترويج للشاي..!!
* أحد الإعلانات المتعلقة بالترويج لمكيفات تقدم حادثة سرقة لصرافة يقتحمها مجموعة من الملثمين، وبمجرد أن تقوم الموظفة بفتح التكييف نتابع الحرامية يكشفون عن وجوههم.. لماذا؟! لا أحد يدري..!!
* وتمضي دائرة الشلل ونتابع إعلان الزيت المخفي.. والحاجة العايزة تعمل (ثامبوكثا) و(بطاطث).. و(ثلطة).. ودا الزيت..!!
* ثم نذهب إلى البوهيات التي هي بالفعل بوهيات تتفنن المشاركات في الإعلان إياه في استعراض الحنة والذهب والثياب مع العلم أن المنتج المراد الإعلان عنه (بوهية)..!!
* أما المشروب الغازي، فإن الحيرة تملكتني وأنا أبحث عن العلاقة بين (الكرة التي طرشقت) وحلاقة الذقن.. وعدم القبول في الوظيفة والاّ الجامعة ما عارف وذلك المشروب الغازي..؟!!
* أما حكاية العدس حكاية تضحك الغنماية.. ما بين ريم ست الحريم ومنافستها الخسرانة الخمجانة..!!
* الحديد والادروبات والصراخ بالصوت العالي وادعاء شراب القهوة مع العلم أن الفناجين كلها (فااااضية)..!!
* الشامبو السوداني.. والصابون اياه على ذات اللحن وبأصوات غير سودانية شغالين الله ينوّر في القنوات..!!
* تبقى الأمثلة المذكورة أعلاه عبارة عن نماذج قليلة أو عينة لحجم المعاناة التي يجدها المشاهد السوداني لقنوات بلاده الفضائية..!!
* تعمدت عدم التعليق على كاكي حتى لا أساهم في (شرابه).. ولنا عودة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية