عيد ميلاد الإمام!!
يحتفل الإمام “الصادق المهدي” كل عام بميلاده وتحتفل معه أسرته الصغيرة والكبيرة التي تضم الأنصار وحزب الأمة القومي، وربما بعض أحزاب الأمة الأخرى.. وعيد ميلاد الحبيب الإمام “الصادق المهدي” عيد بالنسبة له يراجع فيه أعمال السنة كلها الإيجابي والسلبي وماذا قدم طوال هذا العام، وماذا جنى فيه وما لم ينجزه وينقله للعام القادم، فالإمام “الصادق” يخطط لنفسه ولا أظن هنالك قيادي سوداني يخطط لنفسه بهذه الطريقة يستلهم في هذا العام العبر والتجارب، لذلك منذ أن يبدأ العام يكون قد وضع برنامجه اليومي والشهري، حتى الرياضة يدخلها ضمن برنامجه، لذلك تجده يتمتع بصحة كاملة لا ضغط ولا سكري ولا كلسترول ولا آلام مفاصل.
أذكر في أحد الأيام حدد لي موعداً لمقابلة صحفية معه بمنزله بالملازمين، وما أن دخلت عليه في الطابق العلوي كنت (أنهج) ولم استطع أخذ نفسي، وعندما وصلته وبدأت السلام عليه وأنا في تلك الحالة، وبخني قائلاً: (عشان ما بتتريضوا، شوف عدم الرياضة عمل فيك كيف).
الإمام “الصادق” وهو يحتفل بعيد ميلاده الحادي والثمانين يسترجع كل أعمال السنة، الخير والشر السلبي والإيجابي فيها، كم منا مازال في ريعان الشباب وهو أشبه بالكهل وربما يقول قائل لكن الإمام وجد كل شيء جاهزاً ولم يعان من شظف العيش ولا تعليم الأبناء ولا مصاريف الدراسة، لكن نقول لأولئك لقد عانى الإمام من أجل هذا الوطن ودخل السجون ودفع ضريبة أكبر من دفع مصاريف الدراسة للأبناء، بل هاجر وتعلم خارج البلاد وكلها معاناة، وليست وفرة المال وحدها هي التي تجعل الإنسان يعيش موفور الصحة والعافية، فهم الوطن ودخول السجون وحده يكفي ليزيد إلى عمره عشرات السنوات، لكن من يخشى الله ويعمل من أجل وطنه يعطيه المولى نعمة الصحة والعافية والذاكرة القوية، فالإمام احتفل للمرة الثانية تقريباً بعيد ميلاده خارج أرض الوطن وقد درج على إقامته بداره بالملازمين سنوياً أو ود نوباوي وسط أهله وأحبابه وعشيرته، وهو تقليد اختطه لنفسه ليس عيد ميلاد توضع فيه “التورتة” وتعلق الزينة، لكن عيد ميلاد مبسط، يجمع أبناءه وأحفاده ومحبيه وأصدقاءه، يتحدث فيه عن الإنجازات التي حققها في العام وما لم يحققه، يراجع نفسه ومشاريعه التي يقتات منها طوال هذا العام، ماذا حققت له من حيث الربح والخسارة، المؤلفات التي قام بكتابتها، مشاركاته في المجتمع داخلياً وخارجياً، خططه المستقبلية.. وهذا برنامج ثابت يقوم برسمه لحياته خلال العام.
الإمام “الصادق” لا يحمل ضغينة لأي شخص مهما وصلت الخلافات بينه وبين الآخرين، ينام ملء جفنيه راضياً بأدائه وبما قدمه للوطن من عمل، ويغفر ويسامح، لذلك بعد عودته المضروبة في الأيام القادمة نأمل أن تكون آخر الهجرات آو أخر حالات الخروج من أرض الوطن، فليس في العمر بقية ليضيع بالخارج، فكل لحظة أحبابك ومريدوك في حاجة لها كي يتعلموا منك هذا الصبر وهذا الاجتهاد وهذا التخطيط.