ربع مقال
حدث في إحدى مستشفياتنا
خالد حسن لقمان
.. فوجئ الموجودون خارج إحدى المستشفيات الخاصة بحالة من الهرج.. بعض من الأفراد يحاولون الدخول عنوة مع ممانعة لم تصمد طويلاً من الأفراد المكلفين على البوابة.. ما الذي يحدث؟.. استطلعت الهامات الأمر، فإذا بالجواب الصاعق يلجم الجميع.. أحد المرضى توفي داخل المستشفى فسارع بعض أقاربه لنقل الجثمان وإكمال إجراءات خروجه.. كاد الأمر يمضي بسلام.. إلا أن أحد موظفي الحسابات سارع في اللحظات الأخيرة بتقديم مطالبة مالية لأهل المتوفي تحوي متأخرات تنويم المريض، ولم تفلح جهود البعض من هؤلاء في إقناع إدارة المستشفى بالسماح بخروج الجثمان على أن يتم دفع المتأخرات في وقت لاحق.. تأزم الموقف حتى اقترح أحد الحضور جمع تبرعات عاجلة من جمهرة المرافقين لذويهم بالمستشفى، وكان مقدم المقترح شاباً نشطاً وحماسياً في أدائه، فاستطاع بهمته جمع ما قارب نصف المبلغ المطلوب .. وبالفعل قدم المبلغ للإدارة مصحوباً بتعهد مكتوب من مرافق المريض (المتوفي) بدفع المتبقي مع ترك بطاقته القومية لدى إدارة المستشفى.. تنفس أهل المريض الصعداء ورفع الجثمان على (لوري سفنجة) واتجه به الجميع إلى إحدى القرى القريبة من العاصمة الخرطوم لمواراته الثرى.