الحاسة السادسة
بين ذكاء “أيلا”.. وهمة “هاشم”!!
رشان أوشي
كتب الكاتب الإنجليزي الساخر “جوناثان سويفت” مقولته الشهيرة: (عندما يظهر عبقري حقيقي، يمكنك التعرف عليه بهذه العلامة: الحمقى جميعاً يتحالفون ضده).
(1)
هذا ما يحدث فعلياً في ولاية الجزيرة التي ظلت مهملة لسنوات طويلة، حتى قال عنها إنسانها إن الجزيرة الخضراء بعد انهيار أعظم مشروع زراعي في الوطن العربي والأفريقي، باتت تعيش سنوات القحط العجاف، كل من توالوا على حكمها من الولاة لم يتمكنوا من إحداث نقلة نوعية كتلك التي نفذها القادم من شرق السودان “محمد طاهر أيلا”، ففي أقل من عام جعل من مدنها المنسية حديث الناس والإعلام، فالرجل الذكي والذي يعمل بجد، نقل تجربته المبهرة من البحر الأحمر إلى الجزيرة بحذافيرها، خاصة مهرجان السياحة والتسوق، وبالتالي عاد لمدني الجميلة بريقها المفقود.
ربما نتفق على أن الشكل الدعائي كان حاضراً في مشاريع “أيلا” التنموية، ولكن “القحة ولا صمة الخشم”، القليل أفضل من لا شيء، فلا ينكر النقلة التي أحدثها “أيلا” في الولاية إلا مكابر أو صاحب غرض، ولكن يبدو أن شبح التكتلات، واللوبيات، تلك الآفة التي أقعدت البلاد كثيراً، قد حشر أنفه، وتطورت الأمور إلى مستوى الحرب العلنية بإسقاط خطاب الوالي، والمسؤول الرئيس من وجود مراكز قوى في الولايات كتلك التي أطاحت بالوالي السابق لنهر النيل “ود البلة”، وعطلته عن القيام بمهام الوالي، المسؤول الرئيس عنها المركز، فسياساته تجاه الولايات هي التي صنعت من البعض قيادات فوق الجميع، على كل قادم من خارج الولاية أن يعمل تحت جناح مصالحهم ورغباتهم، فإن لم يحسم المركز الفوضى التي يحدثها أصحاب الأغراض في الجزيرة، فمشاريع التنمية التي فرح بها الجميع ستذهب أدراج الرياح.
(2)
أمس الأول تلقيت دعوة كريمة من إدارة الإعلام برئاسة الشرطة، لحضور تنوير لمدير عام قوات الشرطة الفريق أول “هاشم عثمان”، وعندما حضرنا التنوير كان الحديث عن منشآت شرطية جديدة لتسهيل الخدمة للمواطنين بشكل متطور ورقمي، وطفنا عليها، وشاهدنا بأم أعيننا حجم الإنجاز، ولكن مع تقديرنا لجهود إدارة الشرطة في تسهيل الخدمة للمواطن، عليها أن تستصحب معها أمرين مهمين، دائماً ما يفسدان كل إنجاز جميل، أولهما: على وزارة الداخلية تدريب كادرها الشرطي الذي يعمل في المؤسسات الشرطية التي تقدم الخدمات للجمهور، بأن يتعامل مع المواطن إعمالاً لشعار “الشرطة في خدمة الشعب”، وليس بنفسية الكشات لبائعات الخمور البلدية.. وثانيهما: حل مشكلة الشبكة التي طالما أوقفت مصالح الناس، وأبرزت عندهم عين السخط للعيوب تنظر، فقضية الشبكة الضعيفة التي تختفي بالأيام ستفسد إنجازات الشرطة المتطورة، وتكون النتيجة “كأنك أبو زيد ما غزيت”.