وتستمر مفاجآت وزير المالية!!
تفاجأ المواطن صباح (أمس)، بحزمة من السياسات اتخذها وزير المالية زاد بموجبها أسعار البنزين والجازولين وحرر الدواء وزاد سعر الدولار ليكون بالبنوك بـ(15,800) جنيه، حيث يتساوى السعر مع سعر السوق الموازي.
عندما جاءت الإنقاذ كان الحال الاقتصادي أصعب من اليوم لا سكر ولا دقيق ولا أي حجة، ولكن الحكومة طالبت أن يتحملها المواطن ريثما تنفرج الأزمة، وكان الشعب قد وقف معها وقفة رجل واحد شرب الناس الشاي بالبلح وبالحلاوة وابتكر البعض طريقة أخرى لتحلية الشاي.
لم يخرج المواطن في مظاهرة للإطاحة بالنظام الوليد، ولكن بعد أن عاشت الإنقاذ حالة الرفاهية عاشتها وحدها ولم يعشها الشعب معها.. والآن (مالو) لو صارحت الحكومة الشعب وطالبته بالوقوف معها وشد الأحزمة، لأن الظروف الاقتصادية التي تمر بها أصعب من حالة مجيئها، مالو لو قالت للشعب السوداني ختوا أيديكم معاي حتى نخرج من النفق المظلم، نفق الاقتصاد المتهالك؟.. ولكن الحكومة لم تصارح الشعب وظلت تفاجئه بقرارات تتخذ بعد منتصف الليل ويوم (الخميس)، و”صابحة” (الجمعة)، يعني اليوم إجازة ولا أحد يستطيع أن يقول شيئاً، ويأتي (السبت) وكمان إجازة، ويأتي اليوم الرسمي للعمل ويكون الموضوع مرّ مرور الكرام، عملتها الحكومة مع عطلة العيد وخفضت عدد الأرغفة ووزنها وها هي اليوم ترفع الدعم تقريباً نهائياً عن المحروقات ويتفاجأ المواطن المسكين بها عند الصباح، ولكن هل زيادة المرتبات بنسبة (20%) ستحل المشكلة، وهل تقديم دعم للموظف في عيدي الفطر والأضحى سيحل مشكلة تلك الزيادات، وهل العلاوات المقدمة للحاصلين على درجتي الماجستير والدكتوراة ستجعل المرتب يكفي حاجة هذا المواطن؟!
إن زيادة أسعار الوقود وحدها تشعل النار في كل السوق والمواصلات كمان، فالسوق أصبح ناراً موقدة ولا أحد يحتمل الزيادات المتسارعة يومياً وليس أسبوعاً أو شهراً، كل يوم نجد زيادة في الأسعار، أما المواصلات فكل صاحب مركبة له تعرفته الخاصة ولا أحد يعترض من الركاب الغلابة (مقطعنوا في مصارينهم)، والحكومة سادة “دي بطينة ودي بعجينة” وكأنما الأمر لا يعنيها، والقانون موضوع في ثلاجة لا يستخدم إلا في الحالات النادرة وضد الغلابة والمساكين، أما أولاد “المصارين البيض” يحفظ القانون في مواجهتهم.
إن الزيادات التي أصدرها وزير المالية بليل إذا بلعها المواطن الآن ولكن ستكون لها آثار سالبة في المستقبل إذا لم يجد هذا المواطن أي تغيير أو تحويل في الحياة، خاصة وأن الجميع يترقب مخرجات الحوار الوطني والتي يعيش المواطن على أمل أن يشارك فيها من لهم الخبرة والتجربة في حل المشاكل وإيقاف الحرب التي استنزفت الخزينة، الأمل ما زال موجوداً وكما قالت دكتورة “سعاد الفاتح” الشعب بيصبر ويصبر ولكن لو قام صعب، ونأمل أن تجد الحكومة له الحل قبل أن ينفد صبره.