ولنا رأي

خلاص نويتوا على مطار الخرطوم!!

منذ أن جاءت الإنقاذ ظلت عمليات البيع مستمرة في الميادين الرياضية والساحات وأماكن مختلفة، فعندما يعجز المسؤول عن توفير المال يلجأ إلى عملية البيع، ورغم عمليات الاحتجاج المتواصلة من قبل المواطنين، ولكن لا استجابة ولا تراجع عن الفعل الذي تقوم به هذه الجهة.
 نقلت صحف الأمس على لسان اللواء “عمر نمر” معتمد الخرطوم السابق رئيس المجلس الأعلى للبيئة والترقية الحضرية، تصريحاً بعرض بيع مطار الخرطوم القديم للقطاع الخاص بالسنتيمتر، فلا ندري لماذا مطار الخرطوم (خلاص) كل الأراضي تم بيعها وبقي مطار الخرطوم؟! وهل من حق اللواء “عمر نمر” أو غيره من المسؤولين بيع أرض الوطن. إن مطار الخرطوم قيمة ويجب ألا يتم التفريط فيها فهو المطار الذي شهد ميلاد هذه الأمة، وكان مهبطاً لعدد كبير من طائرات الرؤساء والملوك الذين زاروا السودان، لماذا نحاول طمس تاريخنا وإزالته عن الوجود، لماذا لا يبقى المطار بحالته الراهنة وجعله مطاراً للسفريات الداخلية أو مطاراً مسانداً أو مساعداً للمطار الجديد الذي لم يعرف أين وصل العمل فيه ومتى سيكتمل ومتى سيتم الافتتاح.
من السهل جداً أن تبيع وتكسر ولكن من الصعب أن تعمر وتبني في فترة وجيزة. لقد اطلعت على خرط مطار الخرطوم الجديد من اللواء “عبد الكريم عبد الله” عندما كان وزير دولة بالطيران، عقب حوار معه قبل عشر أو ثماني سنوات بمكتبه بشارع النيل، عرض علي تلك الخرط التي أعدت لقيام المطار الجديد، ولكن هل يعقل أن عشر سنوات لا تكفي لقيام مطار جديد، فكل دول العالم بعد الدراسات الجادة يكون المشروع قد اكتمل خلال فترة لا تتجاوز السنتين، ولكن نحن نبشر بأعمال لا يتم إنجازها لعشرات السنين.. فهل نحن محتاجين إلى مطار الفتيحاب أو صالحة، وهل المنطقة صالحة لقيام المطار وما هي العيوب التي أخذت على المطار القديم حتى يتم قيام مطار جديد، في آخر الدنيا.. إن مطار الخرطوم القديم هو أنسب المناطق له وهو يقع في منطقة وسطية يمكن الجميع من الوصول إليه خلال فترة وجيزة، ولكن مطار صالحة هل الطريق إليه سالك وهل يمكن لأي شخص بالولاية يستطيع الوصول إليه خلال فترة وجيزة.. إن مطار الخرطوم القديم يجب أن يؤخذ رأي المواطنين فيه قبل البيع لأن التاريخ لا يقرر فيه شخص واحد ولا الدولة، فهناك مدن بالعالم لا يجدد الطلاء فيها إلا باستشارة أهل المنطقة، ناهيك عن البيع، فالبيع أصبح الآن سمة لكل مسؤول يريد أن يدخل مالاً للوزارة التي يعمل بها.. ألم تسمعوا سعادة الفريق أول ركن “عبد الرحيم محمد حسين” والي ولاية الخرطوم عندما تم تعيينه، قال (ما لقيت واطه فاضية كلها باعوها)، فأرض الخرطوم وكثير من مناطقها الآن مرهونة للبنوك، فإلى أية جهة سيتم رهن مطار الخرطوم يا سعادة اللواء “نمر”، فكروا في حاجة ثانية ولا تبيعوا المناطق الأثرية والتاريخية واتركوا مطار الخرطوم في حاله.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية