رأي

مسألة مستعجلة

 حافز بنك السودان وحاجات (تانية)!
نجل الدين ادم
(أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي).. أصدر البنك المركزي أول أمس منشوراً حوى حزمة من الإجراءات والتدابير الجديدة بشأن العملة.. استوقفني قرار الحافز الذي قرره البنك للعاملين بالخارج لتشجيعهم على تحويل العملات الأجنبية للبلاد، في محاولة لاستقطاب التحويلات التي كانت تفقدها البلاد بسبب السياسات المصرفية المقيدة، الآن وبعد أن وقع الفأس في الرأس وقفز سعر صرف الدولار لأكثر من (15) جنيهاً سودانياً حاول البنك لملمة بعض الأوراق المبعثرة التي يمكن أن تعين في استعادة التوازن في عملية القفز الكبير في سعر صرف العملة الأجنبية مقابل المحلية، فجاء البنك بسياسة استقطاب العملات الأجنبية الطائلة عبر تقديم حافز.. هذا هو القرار السليم رغم تأخره.
السودان لديه آلاف مؤلفة من الذين يعملون بالخارج، لكن بسبب التعسف في الإجراءات المالية في البلد نخسر مليارات الدولارات والعملات الأخرى، وهنا ينبغي أن نبارك للشعب السوداني قبل المغترب هذا القرار نظراً إلى أنه سينعكس إيجاباً في زيادة محصلة العملة الأجنبية في البلاد، وبموجب الحافز سيختار كل المغتربين الطريق الأسهل لتحويل العملات الأجنبية للبلد.. الآن الكرة في ملعب جهاز تنظيم العاملين بالخارج ليلتقط هذا القرار، ويحث كل السودانيين العاملين بالخارج على هذا الاختراق الكبير الذي سيجنون ثماره وكذلك البلد، تخيلوا كم حجم العملة الحرة التي ستجد سبيلها إلى خزينة البلد في أعقاب هذا القرار.
أشرنا من قبل في هذه المساحة إلى ضرورة تحفيز المغتربين لكسب تحويلاتهم المالية.. أرجو أن تكون هناك المزيد من السياسات المحفزة حتى نستطيع أن نعبر محنة التصاعد غير العادي لسعر صرف العملة الأجنبية.
مسألة ثانية.. قبل أيام قليلة نبهت إلى أزمة الجوالات في ولاية القضارف وأثر ذلك على موسم الحصاد الذي بدأت تباشيره الآن، سيما وأن المحاصيل ستظل (مبشقة) في أرض الله لا تجد جوالاً لتسكن فيه، وهذا ربما ينذر بفشل الموسم إذا لم تتدارك الجهات المختصة هذه المشكلة.
توقعت أن نسمع ما يطمئن بهذا الخصوص من الجهات ذات الصلة، لكن يبدو أن الصلة انقطعت بكتابتنا عن هذه المشكلة.. أتمنى أن نسمع خيراً خلال الأيام المقبلة.
سؤال صريح: هل سيعود رئيس حزب الأمة القومي في التاسع عشر من ديسمبر المقبل كما حدد؟ أم أن الخلافات بشأن لجان استقباله ستطيح بمقترح العودة ويبقى “المهدي” أسير الخلافات الداخلية؟!
أتمنى أن يتجاوز الحزب العريق هذه النقطة، لأن في عودة زعيمه مكسباً كبيراً له وللبلد، والرجل مؤثر وصاحب رؤى عميقة ويستحق أن يتم الاحتفاء به، وحتى ذلك الوقت أرجو أن يتجاوز حزب الأمة القومي هذه المعضلة وتكون عودة السيد “المهدي” هي الشغل الشاغل.. والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية