ولنا رأي

ذكرى أكتوبر المجيدة!!

تظل ثورة أكتوبر 1964م المجيدة ناراً مشتعلة في قلوب الثائرين والمحبين للحرية والانعتاق من قهر الأنظمة ومن الظلم الذي جسدته الأنظمة الشمولية، وثورة أكتوبر لم تكن ثورة عادية جاءت بها الصدفة لكنها ثورة قام بها أبناء الشعب السوداني وما زالت مناسبتها يتذكرها أهل التيارات السياسية المختلفة الأمة والاتحاديون والشيوعيون والإسلاميون فهي ثورة صنعتها تلك الأحزاب عندما طالبت العسكر بالعودة للثكنات بعد أن فشلوا في إدارة البلاد وأزماتها المختلفة.
إن ذكراها اليوم تتجدد لكل الذين عاشوها وعايشوها ولم يختلف أحد على عملية التغيير وإن جاءت سلبية دون إراقة للدماء كما نشاهد في كل عمليات التغيير التي تحدث في معظم البلاد من حولنا، وحتى “القرشي” الذي كان شرارتها يقال إن الطلقة التي أردته قتيلاً لم يكن هدفها الأساسي عندما اقتحم العسكر جامعة الخرطوم آنذاك، فالطلقة التي حولت مسار الحكم في السودان كانت طائشة، وإن لم تستقر في جسد طالب الجامعة “القرشي” ربما لم تكن هناك ثورة، ولم يكن هناك تغيير، لكن إرادة المولى كانت أن يترجل العسكر عن الحكم بهذه الطلقة الطائشة.
وما زالت تلك الثورة يكتنفها الغموض من حيث الصناعة والسرقة، فالبعض يعتقد أن هنالك من سرقها، لكن التاريخ يسجلها بأحرف من نور والرجال الذين كانوا وقتها من خلفها ما زال البعض الذين عايشوا الحدث موجودين، لكن دائماً نفتقر إلى عملية التوثيق فلم يتقدم أحد إلى وسائل الإعلام ليدلي بشهادته عن أيام الثورة ومن الذي صنعها وكيف تمت ومن الذي حرك الشارع وقتها وهل خطبة الدكتور الراحل “الترابي” كانت شرارة تلك الثورة؟؟ أم أن هناك أسباباً ودواعي وأهدافاً لقيامها.
نجتر سنوياً ذكراها ونكرر الأشخاص، لكن لم يتجرأ أحد ليقول كلمته للتاريخ، إن هذه الثورة صنعت من هؤلاء وحتى العسكر الذين سلموا السلطة طواعية وجنبوا البلاد الدماء لم يتقدم أحد منهم للإدلاء بشهادة.. “مزمل سليمان غندور” ما زال على قيد الحياة، والأستاذ “فضل الله محمد” الأديب والطالب الذي كان وقتها بجامعة الخرطوم وصاغ أول كلمات تعبر عن تلك الثورة من داخل السجن، وتغنى بها الفنان “محمد الأمين” (أكتوبر واحد وعشرين يا صحو الشعب الجبار، يا لهب الثورة العملاقة يا ملهم غضب الأحرار).. ونظمت أجمل الأناشيد الوطنية والحماسية في تلك الثورة وتغنى كبار الفنانين “وردي” و”محمد الأمين” و”أم بلينا السنوسي” في تلك الملحمة الرائعة.
وظلت ثورة أكتوبر يوم فرح وعيد عند كل السودانيين وتتذكرها الأجيال باعتبارها أول حدث في المنطقة العربية والأفريقية وتظل الأكتوبريات من أروع القصائد التي كتبت فيها.. من دم القرشي وإخوانه.. في الجامعة أرضنا مروية.وأكتوبر الأخضر: (باسمك الأخضر يا أكتوبر نغني
واسمك الظافر ينمو في ضمير الشعب إيماناً وبشرى)
هكذا كانت (أكتوبر) وهكذا أبدع الكُتّاب والمغنون فيها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية