عز الكلام
احترموا ذكاءنا!!
أم ضاح
يخيل إليّ أن أي مسؤول ينبري للإعلام متحدثاً حول قضية من القضايا توضيحاً، أو تبريراً أو إضافة معلومات، عليه أن يفترض في من يسمعه أو يشاهده من المواطنين قدراً ولو قليلاً من الذكاء، وبالتالي عليه أن يضبط كلامه ويحسب حساب الكلمة التي يقولها حتى لا يصبح محلاً للسخرية والتهكم وشيل الحال.. وخلوني أضرب لذلك مثالاً حدث أمسية (الأربعاء) أول أمس وبرنامج (حال البلد) على فضائية (S24) يستضيف وزير الصحة “بحر إدريس أبو قردة” للحديث عن الراهن الصحي في البلاد، وقد بدأ الرجل حديثه باستعراض ما قامت به الوزارة في الأزمة الأخيرة وهي أزمة إضراب الأطباء حتى وصل إلى نقطة استجابة الوزراء لمطالب الأطباء وسد النقص في المعدات والأجهزة التي انفتحت عنها السماء فجأة، ولولا هذا الإضراب لربما ضلت طريقها إلى مكان آخر لا يعلمه إلا الله.. وبسؤال مقدم البرنامج له عن من أين جاءت هذه المعدات وبهذه السرعة؟ قال الوزير إنها جاءت بـ(الدين) يعني الحكومة استدانت هذه الأجهزة لأنها مفلسة وعدمانة التعريفة.. طيب إذا عملنا رايحين وصدقنا كلام الوزير فكيف وبهذه السرعة تم شراء هذه المعدات وتمت المخاطبات والتفاهمات والتوقيعات لاستدانة هذه الأجهزة لو أنها عبارة عن قروض أو هي شحدة (ومد قرعة)؟ طيب متين شحنت ومتين وصلت الموانئ؟ وكيف بهذه السرعة وصلت؟ أم أن الدولة استدانت هذه المعدات من الداخل وأقصد أنها كانت في مخازن خاصة و(ملبدة) في انتظار أن تشتريها الحكومة من أصحابها وهم في النهاية شخوص وأفراد؟! هذا حديث عجيب يلغي حسابات الزمان والمكان لفعل يستغرق أسابيع في الطبيعي والعادي وشهور بجرجرة الحكومة وركلستها.
السيد “بحر أبو قردة” استفز ذكاء المشاهد للمرة الثانية، وهو يقول إن أسباب الأزمة والنقص في المستشفيات سببه إداري، بدليل أن بعض المستشفيات قدم حاجته من المعدات والأجهزة وبالبحث في مخازن هذه المستشفيات وجدت مركونة وغير معروفة.. وطبعاً حديث الوزير من نوع العذر الذي هو أقبح من الذنب، ومديرو المستشفيات تعينهم وزارة الصحة ولا يأتون بالانتخاب الحر، فإذا كانت اختياراتك يا سعادة الوزير خطأ وهي سبب الكارثة فلم لا تقيل هؤلاء المديرين وتعين بدلهم أشخاصاً أكفاء لا يتسببون في هذه الكارثة.. وللمرة الثالثة يستفز الوزير ذكاء المشاهد وهو يتحدث عن تمام الخدمات بالمستشفيات، ليفاجئه فريق البرنامج بتقرير من “إبراهيم مالك” عكست فيه الكاميرا وهي لا تكذب القصور والعجز، ولأن الوزير ما عنده طريقة ينط قال إنه لم يزر “إبراهيم مالك”!! ليه يا سعادتك ما زرت “إبراهيم مالك” نسيتو ولّا ما لقيت ليه مواصلات؟!
أعتقد أن واحدة من أهم أسباب استفحال أزماتنا أن المسؤولين عنها لا يعترفون بها ويظلون في حالة مغالطة وإنكار، ويغمضون أعينهم عن الحقيقة حتى لو كانت تحيط بهم من كل الجنبات!! قالوا ليك يا سعادتك “إبراهيم مالك” ليس به شماعات لتعليق الدرب ودي المدير ما كتبها ولّا ما ديّنوكم ليها!!
{ كلمة عزيزة
كنت أتخيل أن الوالي “محمد طاهر أيلا” الذي جاء لولاية الجزيرة والياً سيأتي بفكرة مختلفة تماماً لنهضة الولاية عن التي طبقها في ولاية البحر الأحمر لاختلاف الولايتين في كل شيء أسناناً وتضاريس وموقعاً، لكن يبدو أن “أيلا” يظن أن الانترلوك ومهرجانات السياحة التي (ظبطت) في بورتسودان ستجدي نفعاً في الجزيرة التي ينتظر مواطنها أن يعود إليه مشروع الجزيرة قلباً نابضاً لتعود الحياة للجزيرة كلها، وينتظر نهضة لقراها العطشى والنيل يحزمها من ذات اليمين وذات الشمال، وينتظر طريقاً قومياً يوقف نزيف الأسفلت بين الخرطوم ومدني.
فيا سعادة الوالي الجزيرة ليست البحر الأحمر، ومدني ليست بورتسودان.. معقولة حتى الآن لم تدرك الفرق!!
{ كلمة أعز
هل صحيح أن ولاية النيل الأبيض عقدت مؤتمراً للمعلوماتية في حاضرة الولاية ربك بكلفة بلغت (1.9) مليار جنيه؟ وما حقيقة سفر الوفد السياحي إلى الخليج؟ إن حدث هذا فإنها كارثة والمليارات تصرف وأولى بها مشاريع تعود بالنفع على إنسان الولاية الأغبش الغلبان.