المؤتمر الشعبي بعد رحيل "الترابي"!!
بعد رحيل الدكتور “حسن الترابي” هل قل بريق المؤتمر الشعبي وهل تراجع مركزه القيادي وسط الأحزاب السياسية المختلفة، لقد كانت للدكتور الراحل “الترابي” شخصية ساحرة تجبر الآخرين التدافع نحوه أو الإنصات إليه إذا تحدث. وعلى الرغم من كثرة القيادات داخل المؤتمر الشعبي، الآن الأستاذ “إبراهيم السنوسي” الأمين العام والدكتور “علي الحاج” والدكتور “بشير آدم رحمة” والدكتور العميد “محمد الأمين خليفة” والأستاذ “كمال عمر عبد السلام” الأمين السياسي الذي ملأ الدنيا ضجيجاً في الفترة الماضية، ولكن أين الآن الأستاذ “كمال” بعد رحيل الدكتور “الترابي” لقد انخفض ضوءه وخبا وربما انزوى إلا من بعض الإشراقات التي نراها له في الصحف أحياناً.
إن شخصية الرجل الواحد في أحزابنا السياسية تؤثر على أي قيادي آخر، فحزب الأمة القومي قبل أن يتفتت ويصبح أجزاء متفرقة كان به من القيادات، ولكن شخصية الإمام “الصادق المهدي” طغت على الجميع وأصبح الإمام في أي محفل مع المحافل السياسية أو الاجتماعية هو نجمها الأول وكذلك الدكتور الراحل “الترابي”. فنذكر عندما بدأ برنامج الوثبة الذي دعا لها المشير “عمر البشير” رئيس الجمهورية بقاعة الصداقة قبل عام ونصف، فظهر الدكتور “الترابي” أول مرة بالقاعة فتدافعت إليه وسائل الإعلام المختلفة، فكان يصرح لذاك ويتحدث مع تلك المجموعة، فكان نجم الوثبة رحمة الله عليه، ولم تكن نجوميته في هذا اللقاء فقط، بل في كل محفل فهو النجم الأول. وقد شاهدته في آخر احتفال للسفارة القطرية بعيدها الوطني فعندما دخل إلى بهو الاحتفال تدافع إليه الكثير من الإخوة العرب وحتى السودانيين من مشارب مختلفة تجاذبوا معه الحديث في العام أو الخاص، وكانت له محبة خاصة أيضاً مع الصحف. ولم أذكر في يوم من الأيام صد صحفياً عن إجراء مقابلة أو تصريح، فكان يتبرع للصحفيين بالأخبار الخاصة الصالحة للنشر وغيرها.. الآن المؤتمر الشعبي وبما له من قيادات إلا أنها لم تكن كشخصية الدكتور “الترابي” وربما رحيله جعل وميض نار تغلي لم تظهر على السطح. صحيح الدكتور “الترابي” ربما أبعد أبناءه عن العمل السياسي أو تقلد المناصب، ولكن هناك قيادات تحس بأنها الأهم في تولي المناصب، فهل هناك خلافات لم تبرز إلى العلن داخل هذا التنظيم وهل هناك وفاق بين جميع قياداته بالداخل أو القادمة من الخارج، فحزب المؤتمر الشعبي لم يقل عن الحزب الشيوعي في الخلافات، ولكن الحزب الشيوعي خلافاته برزت على السطح وربما تؤثر على مسيرته في المرحلة المقبلة. فالأستاذ “كمال الجزولي” وما له من مكانة كبيرة داخل الحزب لا أحد كان يتوقع أن يخرج أو يقدم استقالته في فترة وجيزة، تم اختياره فيها باللجنة المركزية، فالحزب الشيوعي في ظل الراحل “نقد” يختلف في ما بعده، وكذلك سيكون حال المؤتمر الشعبي بعد رحيل الدكتور “الترابي”.