ولنا رأي

"مهدي إبراهيم" السياسي والإعلامي المفوه!!

أسأل نفسي دائماً كلما جاءت ذكرى الإسلامي الأستاذ الرقم “مهدي إبراهيم”، أسأل نفسي أين موقعه في هذه الحكومة وما قبلها، هل هناك أفضل من يشغل أي منصب إذا وضع فيه، هل هو أقل مكانة وقامة وعطاء وتضحية عن الآخرين، هل الوزارة شرف أم تتشرف به.. الأستاذ “مهدي إبراهيم” من جيل الإسلاميين القدامى، يتمتع بسيرة ذاتية طيبة ومكانة اجتماعية تشرف كل الإسلاميين، ولكن دائماً نقول هل استفادت الإنقاذ من قدرات الأستاذ “مهدي”، لماذا لم يبقَ أطول فترة في وزارة الإعلام، لماذا ضنت الإنقاذ عليه بالمنصب الدبلوماسي كسفير في أي دولة من الدول العربية أو الأوروبية أو الأفريقية، يتمتع الأستاذ “مهدي إبراهيم” بقدرات عالية في اللغة الإنجليزية وأذكر عندما كان سفيراً للسودان بواشنطن ونقلت كلمته أو كلمة السودان في واحد من المحافل، كان يتحدث اللغة الإنجليزية كأهلها The Plack English man وإذا تحدث باللغة يسحرك ببلاغته ومفرداته الجميلة، وإذا واصل في مجال الإعلام الذي تخصص فيه بالولايات المتحدة الأمريكية لتخطفته إذاعة B.B.C ولكان من الأرقام الإذاعية المعروفة في الوطن العربي والأفريقي، حتى في أوروبا كان له وجود مميز، الأستاذ “مهدي إبراهيم” متعه الله بالصحة والعافية يمتلك صوتاً جميلاً وفخيماً، فإذا قرأ القرآن لأنصت إليه خاشعاً وإذا استمعت إليه خطيباً لتمنيت ألا ينزل من المنصة، تشدني إليه محبة كبيرة لا أعرف سرها، ولكن كلما التقيته ناداني بـ”حبيب” كيف أهلك وكأنما يعرفهم واحداً واحداً أو فرداً فرداً، ألتقيته أول مرة تقريباً بمنظمة الدعوة الإسلامية في العام 1984م، إن لم تخني الذاكرة مع الراحل “قسم الله”، ووقتها منظمة الدعوة الإسلامية بمقرها بالرياض في أرض قاحلة جدباء في معظم جنباتها.
إن الأستاذ “مهدي إبراهيم” كان مجاهداً وكان أول الإسلاميين الذين بقوا مع الإمام “الهادي” بالجزيرة أبا عندما بدأت معارضة النظام المايوي، وظل “مهدي إبراهيم” بالجزيرة أبا إلى أن تم ضربها ومن ثم خرج قبل أن تطاله الآلة الحربية التي مزقت المدينة والناس، وقتها هاجر “مهدي” إلى السعودية وربما بعد ذلك إلى ليبيا أو أثيوبيا وظل aمناضلاً لم تخطئه العين، ولكن الأستاذ “مهدي” دائماً بعيد عن الأضواء رغم أنه من صانعي الأضواء، لم يظهر في الأجهزة الإعلامية لا مسموعة ولا مكتوبة ولا مرئية، أذكر أنني حظيت بلقائه ربما في العام 1998م، وأجريت معه حواراً سياسياً وجانباً آخر من حياته، ولكن للأسف لم ينشر هذا الجانب بطلب منه إلى حين، لكن فقدت الورق والكاسيت نأمل أن نلتقيه إذا وافق لإعادة الجزء الذي لم يكتمل.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية