تحديات ما بعد الحوار الوطني!!
بعد أن بارك الجميع توصيات الحوار الوطني والتي ستسهم في حل كثير من القضايا الوطنية بما فيها الهوية، والاقتصاد والسياسة وغيرها من القضايا المعلقة منذ ستين عاماً.
المرحلة المقبلة وهي مرحلة ما بعد التوصيات، بمعنى أننا انتهينا من الجهاد الأكبر إلى الجهاد الأصغر، وهو تشكيل الحكومة القومية أو الحكومة ذات القاعدة العريضة وهذه الحكومة هي المحك للفترة المقبلة.
إذ أن الحكومة المقبلة ستواجه تحديات كبيرة والمشاركة نفسها ستخضع لتقييم الرئاسة والشخصيات التي ستشارك ينبغي أن تكون من أصحاب الكفاءات العالية، وليسوا أصحاب الولاء كما حدث في بداية الحكم، ويجب ألا تكون هناك محاصصة أو ولاءات حزبية يمنح الشخص على ضوئها المنصب الوزاري.. فالغبن الذي اعترى أبناء السودان الفترة الماضية فقدت بسببه البلاد كفاءات علمية نادرة الآن تتبوأ المقاعد الرفيعة في الدول العربية، لذا المنصب يجب أن يكون بالكفاءة وأن تعود الخدمة المدنية إلى سيرتها الأولى بعد أن ضاعت الخدمة المدنية طوال الفترة التي كان التمكين فيها صاحب الرقم الأول، وهجرت الكفاءات أو طردت أو تم الاستغناء عنها بسبب الحزب أو الاشتباه.
المرحلة القادمة مرحلة حرجة وحساسة، لأن بناء الوطن يجب ألا تكون فيه مجاملة ونخشى أن يكون دخول القادمين الجدد على الحكومة القادمة مواجهاً بالمخاطر والأشواك التي أفشلت من قبل الائتلافات الحزبية في الديمقراطية الثالثة أو الديمقراطية التي سبقتها.
وقد شهدت الاختلافات بين الحزبين المؤتلفين صراعاً شديداً سواء كان بين حزب الأمة والحزب الاتحادي الديمقراطي أو حزب الجبهة القومية الإسلامية وحزب الأمة أو في الحكومة ذات القاعدة العريضة والتي تشكلت من الأحزاب الثلاثة الكبيرة وشهدنا كيف ضاعت البلاد بسبب ذلك الاختلاف.
الحكومة القادمة التي يتوقع أن تشكل في يناير أو فبراير القادم، إن لم تكن النوايا صافية فسوف تواجه مشاكل كثيرة خاصة وأن البعض إما الجالسون على الرصيف أو منسوبو المؤتمر الوطني الذين لا يرغبون أو لا يستحسنون مشاركة أولئك المشاركين الجدد، إما بتجفيف الأسواق أو المضاربة في الدولار وتصاعد سعره أو محاولة إخفاء السلع الضرورية، كما كان يحدث في الماضي، وبذلك يندم المواطن على تلك الفترة ويقول وما بكيتم من شيء إلا بكيتم عليه.. بمعنى أن فترة الإنقاذ وهي منفردة بالحكم أفضل من توسعها.. لأن بعضاً من أهل الإنقاذ يعتقدون أنهم قد عرضوا أنفسهم إلى تضحيات جسام طوال الفترة الماضية وأيديهم دائماً كانت في النار، فيأتي من كانت يده في الماء ليجدها سهلة ويتمتع بمكاسبها.. نأمل ألا تكون تلك الأقاويل صحيحة وأن يعمل الجميع يداً واحدة من أجل أمن واستقرار هذا الوطن.